أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ضرورة التمسك بمنهج الأزهر الوسطي والبعد عن الأفكار المتشددة التي تروجها بعض الجماعات، وعدم السماح لأي فكر آخر باستدراج طلاب الأزهر تحت أي ظرف واللجوء إلى شيخ الأزهر شخصيا حال وجود أي عقبات أمامهم سواء كانت عامة أو خاصة. جاء ذلك خلال الزيارة التفقدية المفاجئة التي قام بها «الطيب»، الأربعاء، ولقائه مع المسؤولين والطلاب في معهد البعوث الإسلامية بنينبالقاهرة للتأكد من سير العملية التعليمية ودرجة الانضباط به، والوقوف على أحوال المعهد والطلاب الوافدين، حيث ناقش طلاب بعض الفصول لمعرفة مدى استيعابهم للدروس التي تلقى عليهم. ووجه شيخ الأزهر، بضرورة تكثيف الدروس للطلاب لتحصينهم ضد الأفكار المتشددة، وعبر وأبدى لمسؤولي المعهد مدى استيائه من سوء مستوى النظافة وتكدس الطلاب في بعض الفصول، وهو الأمر الذي أعقبه الإمام الأكبر بقرار إقالة شيخ معهد البعوث وتعيين بديل أكثر كفاءة منه. كما توجهَ شيخ الأزهر والوفد المرافق له إلى مقر مدينة البعوث الإسلامية بالعباسية للتأكد من مستوى الخدمات المقدمة للطلاب الوافدين المقيمين بالمدينة، وتفقد المجمعات السكنية التي يقيم بها الطلاب الوافدين، ووقف على مدى توفير الرعاية المعيشية والاجتماعية والثقافية والرياضية والطبية لطلاب المدينة. وتحدث الإمام الأكبر، مع عدد من الطلاب، وقال لهم: إن الأزهر وشيخه في خدمتهم دائماً، وطالبهم بالتوجه له شخصياً في أي أمر عام أو خاص لتقديم يد العون لهم. وتفقد «الطيب»، مطبخ مدينة البعوث الإسلامية، وتأكد من مدى صلاحية الأطعمة والمعلبات والمشروبات التي تقدم لطلاب المدينة، البالغ عددهم قرابة خمسة آلاف طالب، وشاهد بنفسه طريقة إعداد وطهي الطعام، ومدى النظافة بمطبخ المدينة، وهو الأمر الذي نال استحسان شيخ الأزهر، فأمر بعدها برصد مكافأة لرئيس قطاع مدن البعوث وللعاملين بالمطابع لما لمسه من اهتمام ورعاية براحة الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر الشريف. وقرر شيخ الأزهر، تشكيل إدارة للعلاقات العامة بمعاهد البعوث لتسهيل إجراءات إقامة الطلاب واستخراج وتجديد جوازات السفر والإشراف على شؤونهم الإجرائية حتى يتفرغوا للدراسة بشكل كامل.