بعد اجتماعات مطولة بين مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون وأعضاء من مجلس النواب الليبي بمدينة طبرق أمس الأثنين، جاء قرار مجلس النواب الليبي رفع تعليق المشاركة في الحوار الوطني الذي ترعاه بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا، على أن يستأنف الحوار الخميس المقبل بالمغرب. وفي سياق متصل، أعلن المؤتمر الوطني العام الليبي "المنتهية ولايته" استئناف الحوار الوطني بالمغرب الخميس المقبل. وقال رئيس فريق الحوار بالمؤتمر الوطني (البرلمان) المنتهية ولايته، صالح المخزوم، في مؤتمر صحفي الليلة الماضية، إن المؤتمر بعد اجتماعه مع المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردنيو ليون، ونتيجة لتعليق مشاركة البرلمان المنعقد في طبرق نتيجة لأحداث تفجيرات القبة، تم الاتفاق مع المبعوث الأممي على استئناف الحوار الوطني الخميس المقبل في المغرب، كما كان مقررا له". وقد سبق برنادينو ليون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة، زيارته للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته، زيارة أجراها أمس مع ممثلين عن البرلمان الليبي المنعقد في طبرق. يذكر أنه تتنازع على الشرعية في ليبيا برلمانان وحكومتان، بعد سيطرة قوات "فجر ليبيا" على العاصمة طرابلس في أغسطس الماضي، وإحيائها للمؤتمر الوطني العام بعد انتهاء ولايته، وإنشائها لحكومة موازية لكنهما لم يلقيا أية اعترافات من المجتمع الدولي. من جانبه، قال عضو مجلس النواب الليبي عن دائرة ترهونة أبوبكر سعيد، إن مجلس النواب الليبي رفع قرار تعليق المشاركة في الحوار الليبي بعد أن استمع أعضاء مجلس النواب إلى لجنة الحوار المُكلّفة من قبل المجلس، وبعد اجتماع بعض أعضائه مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة برناندينو ليون لمناقشة الثوابت الرئيسيّة للحوار الوطني المزمع استئنافه في المغرب الأيام القادمة، وأشار إلى أن ليون أكد خلال اجتماعه في طبرق أن شرعية مجلس النواب غير خاضعة للتفاوض، وهو الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الليبي. وأضاف النائب أبوبكر سعيد، أن من بين الثوابت التي أقرها البرلمان هي وجوب اعتراف جميع الأطراف بوجود الإرهاب في بعض المدن الليبيّة ومحاربته وخروج جميع التشكيلات المسلَّحة من المدن، بالإضافة لتشكيل حكومة وفاق وطني. بدوره، قال عضو مجلس النواب الليبي لؤي الغاوي "إن المجلس فوض وفد المجلس المشارك في الحوار الليبي بصلاحيات "الممثِّلين"، وليس صلاحيات "الوكلاء" خلال جلسة أمس الإثنين"، وأضاف أن عملية التصويت على رفع تعليق المشاركة في الحوار تمت بموافقة 65 عضوًا من 75 عضوًا إجمالي عدد الحاضرين (وقت التصويت) على استئناف المشاركة في الحوار، مشيرًا إلى أن المصوّتين فوضوا فريق الحوار عن المجلس بصلاحيات "الممثلين"، وليس بصلاحيات "الوكلاء"، وأنهم سينقلون للمجلس ما سيعرض عليهم في الحوار والمجلس يدرسه. وأضاف أن المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون اجتمع لقرابة الساعتين مع عددٍ من النواب، مشيرًا إلى أن ليون قدَّم خلال اجتماعه تطمينات إلى مجلس النواب، أكَّد خلالها على شرعية المجلس باعتباره الجهة الوحيدة الممثلة للشعب الليبي، وأوضح أن ليون نفى الشائعات المُتداولة حول ترشيح أسماء بعينها لتولي حكومة الوحدة الوطنية التي مازال يجري النقاش حولها، قائلا إن المبعوث الأممي أكد للنواب أن مجلس النواب هو من سيرشح الأسماء المقترحة لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأشار الغاوي إلى أنَّ ليون أكَّد أيضًا أن الحوار سيستكمل ما تم النقاش حوله خلال الجولات السابقة في جنيف، ونوه بأن النواب المجتمعين مع ليون في طبرق أكَّدوا له أن الحوار هو خيار استراتيجي لمجلس النواب، وأنَّ المجلس يدعو لاستمرار الحوار للخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة، مع التأكيد على الثوابت التي تم الاتفاق عليها مع الأممالمتحدة، مثل ضرورة خروج كافة التشكيلات المسلَّحة من العاصمة طرابلس والحفاظ على المسار الديمقراطي الممثل في مجلس النواب. وكشف النائب الغاوي أنَّ جلسة أمس التي خصّصت لمناقشة موضوع الحوار شهدت مشاحنات بين عددٍ من النواب "محسوبين على أحزاب سياسية" لم يسمها، قائلا: إنها كانت تسعى لإفشال مشروع الحوار بصفة عامة.
