نشر تنظيم "داعش" الخميس، شريطًا يظهر قيام عناصره بتدمير آثار يعود تاريخها إلى آلاف السنين في متحف مدينة الموصل بشمال العراق، مستخدمين مطرقات وآلات ثقب كهربائية، ما دفع منظمة اليونيسكو لطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي. ويضم المتحف تماثيل وآثار من الحضارتين الآشورية والهلنستية، يعود تاريخها إلى قرون قبل ميلاد المسيح، ما حدا بخبراء إلى المقارنة بين تدمير آثار متحف الموصل، وقيام حركة طالبان الأفغانية في العام 2001 بتدمير تمثالين عملاقين لبوذا في منطقة باميان. وأظهر شريط مصور للتنظيم، عناصر منه ينزعون أغلفة من النايلون عن تماثيل مختلفة الحجم، اضافة إلى أخرى تنتصب على قاعدة رخامية ضخمة بارتفاع نحو مترين، وتماثيل نصفية أو وجوه أثرية معلقة على الجدران. وقام العناصر برمي التماثيل أرضا وتحطيمها، واستخدام المطرقات لتكسير بعضها. كما استخدموا آلة ثقب كهربائية لتشويه تمثال آشوري ضخم لثور مجنح، يقع عند بوابة نركال في الموصل التي يسيطر عليها التنظيم منذ يونيو. ويظهر في الشريط عنصر ملتح أمام تمثال ضخم، وهو يقول "أيها المسلمون، إن هذه الآثار التي ورائي إنما هي أصنام وأوثان لا قوام في القرون السابقة كانت تعبد من دون الله عز وجل. إنما ما يسمى بالآشوريين والأكاديين وغيرهم كانوا يتخذون آلهة للمطر وآلهة للزرع وآلهة للحرب، يشركون بالله عز وجل ويتقربون إليها بشتى أنواع القرابين". وقال خبراء، إن الآثار المدمرة تشمل قطعا أصلية، وأخرى أعيد بناؤها من قطع صغيرة، إضافة إلى نسخ عن قطع أصلية موجودة في متاحف أخرى. وتشمل القطع آثارًا من الحقبتين الآشورية والبارثية، إضافة إلى قطع من مدينة الحضر التاريخية على مسافة مئة كلم جنوب غرب الموصل. واعتبر طوماس كامبل، مدير متحف متروبوليتان في نيويورك، أن ما جرى عمل "كارثي". وقال، إننا "ندين بشدة هذا العمل التدميري الكارثي الذي استهدف واحدًا من أهم المتاحف في الشرق الأوسط" مشيرًا إلى أن "مجموعة متحف الموصل تغطي كل مراحل الحضارة في المنطقة، مع منحوتات مميزة للمدن الملكية مثل نمرود ونينوى والحضر في شمال العراق". وأضاف أن "هذا الهجوم الأعمى على فن عظيم، على التاريخ والوعي البشري، لا يشكل عدوانًا مأساويًا على متحف الموصل فحسب، بل على التزامنا الكوني باستخدام الفن لجمع الشعوب وتشجيع التفاهم البشري. يجب أن تتوقف هذه الوحشية المجانية قبل القضاء على كل آثار العالم القديم". يذكر أن متحف الموصل يتألف من ثلاث قاعات، الآشورية والحضرية (نسبة الى مدينة حضر)، والاسلامية. وفي حين بدا أن التماثيل هي من القاعتين الأوليين، لم يتضح مصير آثار القاعة الإسلامية.