فجرت تحقيقات نيابة أمن الدولة فى قضية تنظيم الزيتون المتهم بتنفيذ هجوم مسلح على محل ذهب مملوك لأقباط وقتل 5 من العاملين فيها مفاجآت مذهلة. تبين أن 5 متهمين اعترفوا فى التحقيقات بأنهم فكروا فى تصنيع قنبلة نووية. كما اعترف المتهمون بأنهم شرعوا فى قتل سائح أجنبى بالقرب من مطار القاهرة وقتل صيدلانى مسيحى بالقرب من مقر النادى الأهلى، كما شرعوا فى تصنيع طائرة بدون طيار. وتبين أن من بين أحراز القضية لعب أطفال عبارة عن طائرة وسيارة وقطار تخص أبناء المتهمين. ولكن المتهمين عدلوا بعد ذلك عن اعترافاتهم، وقرروا أنهم اضطروا للإدلاء بهذه الاعترافات الغريبة تحت وطأة التعذيب. بينما طلبت هيئة الدفاع من مركز هشام مبارك وجمعية المساعدة القانونية من رؤساء النيابة عرض المتهمين فورا على مركز السموم لتحليل دمائهم، لمعرفة ما إذا كانوا تم حقنهم بمواد تدفعهم للإدلاء بأقوال غريبة ولا يصدقها عقل. وقال المتهم محمد خميس «مهندس» ويقيم بمدينة الإسكندرية فى التحقيقات إنه تمكن بنجاح من إجراء تجربة على قيادة سيارة بدون سائق، حيث استأجر سيارة من معرض سيارات، وأحضر جهازا للتحكم فيها وقام بتركيبه داخلها، ثم اتجه لمنطقة نائية بالإسكندرية، وأجرى التجربة بنجاح ثم أعاد السيارة مرة أخرى للمعرض. وواصل: إن الهدف من التجربة هو استخدام السيارة فى تنفيذ هجمات إرهابية بها نظرا لأن استخدام العنصر البشرى فى تنفيذ العمليات التفجيرية يؤدى إلى معرفة مرتكب الحادث. وأضاف أن الفكرة واتته عندما رأى ابنه الصغير يلهو بلعبة عبارة عن سيارة يتم التحكم فيها عن بعد، وكذلك لهوه بطيارة صغيرة، وتنفيذا لذلك أحضر محركا وشرع فى محاولة تصنيع الطائرة. وأكد أنه فكر كذلك فى تصنيع قنبلة نووية وذلك من خلال اطلاعه على أحد الموقع الإلكترونية حيث عرف أنه يمكن تخصيب اليورانيوم من الرمل الأسود فى منطقة رأس البر، وقرر السفر للخارج لدراسة التكنولوجيا النووية وتنفيذ الفكرة. وقال إنه كان من المقرر تمويل مشروع تنفيذ القنبلة النووية من خلال جمع تبرعات من أعضاء التنظيم، وكذلك تمويل صناعة طيارة بدون طيار لشن هجمات على إسرائيل. وذكر المتهم أنه شرع فى قتل سائح أجنبى حيث استأجر سيارة، وتوجه إلى المطار وانتحل صفة سائق سيارة أجرة، وعرض على السائحين توصليهم إلى المناطق التى يطلبونها، على أن ينفرد بأحدهم لقتله، وبالفعل استقل أحد السائحين سيارته، ولكنه، أى المتهم، خشى من ضبطه حال قتل السائح، واكتفى بتوصيله إلى المكان الذى طلبه. وكشف أنه خطط كذلك مع باقى المتهمين إلى قتل صيدلانى مسيحى شاهدوه داخل صيدليته خلال مرورهم أمام مقر النادى الأهلى وعرفوا بديانته من خلال مشاهدتهم للصليب يتدلى من عنقه، فخططوا لقتله، ولكن تم التراجع عن تنفيذ الخطة. بينما قال الدفاع فى التحقيقات إن الصيدلية المقصودة تبين أنها تعود لمواطن مسلم اسمه «محمد». وقال المتهم أحمد السيد الشعراوى من منطقة المرج إنه انضم للتنظيم لقناعته بضرورة الجهاد وتحرير فلسطين، وأن التفكير فى تصنيع القنبلة النووية كان سيتم عرضه على تنظيم جيش الإسلام الفلسطينى لاستخدام المواد النووية فى العمليات الفدائية. وسألت النيابة المتهم محمد المنسى من قرية كوم الدربى بالمنصورة عن اتهامه بالانضمام لتنظيم محظور يسعى لتعطيل المؤسسات الدستورية بالدولة، فأجاب بأنه لا يعرف المؤسسات الدستورية حتى يمكنه تعطيلها. وقال إنه يرى ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية، وأن يكون ذلك من خلال نصح الشعب والحاكم بالحسنى واتباع الطرق القانونية رغم أن القانون الوضعى مكروه. وانسحب أمس الأول محامون من مركز هشام مبارك من التحقيقات مع المتهم ياسر عبدالقادر قائلين ل«الشروق» إنهم وجدوا المتهم فى حالة شرود كامل ولا يعى ما يدور حوله، ويردد اعترافات تم تحفيظها له كالبغبغان، وعندما حاولوا نصحه بالإنكار والتوقف عن الاعتراف، عاد لرئيس النيابة قائلا إنه مستعد بالاعتراف بكل شىء يطلب منه، وطلب من محاميه إبلاغ أسرته أنه سيصدر ضده حكم بالسجن 20 عاما على الأقل. واستكملت نيابة أمن الدولة العليا، تحقيقهاتها مع المتهم أحمد سيد محمود، وقال محامى المتهم محسن بهنسى مدير منظمة المساعدة القانونية، إن جلسة التحقيقات والتى استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس، دارت حول معتقدات وقراءات المتهم، وأنها كانت تفتيشا فى نوايا المتهم، أكثر منها تحقيقات حول وقائع وأدلة. وأضاف بهنسى، تركزت أسئلة المحقق، على مفهوم المتهم للجهاد والقوانين الوضعية المطبقة فى مصر، وأن رئيس النيابة سأل المتهم عن الشيوخ السلفيين ممن تعرض لهم برامج على قناة «الناس» الفضائية الدينية، وسأله عن رأيه فى الشيخ محمد حسان والشيخ أبوإسحاق الحوينى، والشيخ محمد حسين يعقوب. وأشار بهنسى إلى أن رئيس النيابة سأل المتهم، ما رأيك فى مفهوم الجهاد؟، فرد عليه قائلا أن تأخذ نفسك بعيدا عن الهوى والفتنة، فسأله، وماذا عن قتال العدو؟، فرد المتهم شرعى عند الضرورة، فسأله من هو العدو بالنسبة لك؟ كل المصريين يعتبرون الإسرائليين والأمريكان أعداء لهم. وأوضح بهنسى، أن المتهم أحمد سيد محمود، أنكر علاقته بباقى المتهمين، وأقر أنه لا يعرف منهم، إلا أبناء قريته، كوم الدربى بالمنصورة، بحكم الارتباط الجغرافى فقط. وقال بهنسى إنه برغم قرار النيابة بعرض المتهمين على الطب الشرعى، لكشف ما تعرضوا له من تعذيب، إلا أنهم لم يعرضوا بعد، وأن المتهم أحمد سيد محمود تمسك بعرضه على النيابة وكان يرفض استكمال التحقيقات. بينما قال أحمد سيف الإسلام مدير مركز هشام مبارك لحقوق الإنسان سابقا ومحمد شبانة محامى المتهمين إن التعذيب الذى تعرض له موكلوهم كاف لإجبارهم على الاعتراف بأنهم وراء كل جرائم القتل التى عرفتها البشرية، حيث تم ربط المتهمين فى أسرة حديدية ويتم توصيلها بالتيار الكهربائى، فضلا عن الكهرباء فى مناطق حساسة وخلف الأذن.