أكد وزير النقل، المهندس هاني ضاحي أن مصر تتميز بموقع استراتيجي يتوسط العالم ويقع على مسار الخطوط الملاحية العالمية، ويوجد بها 27 ميناء تخصصيا و15 ميناء تجاريا تقع على البحرين الأحمر والأبيض اللذين يربطهما شريان التجارة العالمي لقناة السويس التي يمر بها قرابة 20 ألف سفينة سنويا. وقال ضاحي – في كلمته أمام الملتقى البحري العربي الأول (نحو استراتيجية عربية للنقل البحري) – الذي انطلقت فعالياته اليوم الثلاثاء في عمان تحت رعاية رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور ويستمر لمدة يومين – "إنه كانت من أولويات الرئيس عبدالفتاح السيسي فور توليه المسئولية تطوير وتنمية هذا المرفق العالمي والمناطق والموانيء التي تقع في نطاقه لما له من مردود اقتصادي إيجابي على الاقتصاد المصري والتجارة العالمية". وأفاد بأن التخطيط العام لهذا المشروع أوشك على الانتهاء، حيث يهدف إلى تنمية 6 موانيء وهي شرق وغرب بورسعيد والأدبية والطور والعريش والعين السخنة، وهي تعتبر نقاط ارتكاز للمناطق الصناعية المزمع إنشاؤها كظهير لهذه الموانيء. وقال إن التخطيط اشتمل على إقامة تجمعات صناعية خفيفة ومتوسطة وثقيلة وأنشطة لوجستية وخدمات تموين وإصلاح وبناء السفن وكذلك مشروعات التنمية الزراعية والاستزراع السمكي.. مشيرا إلى أنه من المتوقع أن توفر هذه المشروعات ما يزيد على 4 ملايين فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بالإضافة إلى التنمية المجتمعية والاقتصادية. ونوه ضاحي بأنه سيتم عرض العديد من هذه المشروعات خلال المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 13 إلى 15 مارس القادم، داعيا في هذا الصدد جميع المهتمين بهذه المجالات من رجال أعمال ومتخصصين لحضور هذا المؤتمر المهم. وأشار إلى أنه قد تم البدء في يوليو 2014 في مشروع ازدواج أجزاء من الممر الملاحي لقناة السويس حيث يجري حفر تفريعة بطول 35 كم بالإضافة إلى تعميق وتوسيع جزء آخر بطول 37 كم وتتضمن أعمال الحفر الجاف والتكريك ما يزيد على 500 مليون متر مكعب، وهو ما يعادل أكثر من 5 أضعاف كمية حفر القناة عند افتتاحها عام 1869. وقال "إنه من المتوقع دخول أول سفينة للقناة بعد إتمام أعمال الازدواج في أغسطس القادم.. حيث سيؤدي ازدواج القناة إلى استيعاب المزيد من نوعيات السفن المختلفة وأحجامها المتطورة مع إمكانية عبور السفن العملاقة من الجيل الحديث كما أن عمق القناة سيصل إلى 24 كم"، موضحا أن القناة الجديدة ستسمح بعبور السفن للمجري الملاحي من الاتجاهين دون انتظار لساعات بما يعزز من قوة القناة كأهم وأقدم مجرى ملاحي على مستوى العالم. وأوضح أن المشروع يشمل كذلك إنشاء ستة أنفاق أسفل قناة السويس لربط الضفتين الشرقيةوالغربية منها 2 للسكة الحديد و4 للسيارات وتبلغ تكلفة إزدواج القناة وإنشاء الأنفاق حوالي 8و2 مليار دولار بتمويل كامل من المصريين. وحول المشروعات التنموية الأخرى.. قال ضاحي "إنه تم البدء في إنشاء شبكة إضافية من الطرق الجديدة تغطي كافة أنحاء الجمهورية بإجمالي أطوال 3400 كم وباستثمارت 5 مليارات دولار لربط المحافظاتالغربية والجنوبية بموانيء البحرين الأحمر والمتوسط كما تشمل شرايين جديدة للتنمية الاقتصادية والزراعية والمجتمعية ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذها في خلال عام". وأضاف أنه يجري استكمال شبكة خطوط مترو الأنفاق بالقاهرة الكبرى باستثمارات حوالي 7 مليارات دولار وكذلك تحديث البنية الأساسية لمرفق السكة الحديد وتجديد أسطول نقل الركاب والبضائع، وعلى التوازي يجري أيضا إنشاء مناطق لوجستية لتكون مناطق ارتكاز برية بين الموانيء البحرية والمناطق الاقتصادية. ونوه بأن الموانيء المصرية على البحر الأحمر شهدت تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة سواء في تحديث التخطيط العام أو في تطوير البنية التحتية والأساسية للموانيء، فقد تم في أكتوبر 2014 افتتاح صالات الركاب بميناء نوبيع بعد الانتهاء من أعمال التطوير بتكلفة إجمالية 300 مليون جنيه.. كما تم افتتاح ميناء الغردقة في ديسمبر 2014 بعد تطويره بتكلفة 200 مليون جنيه.