بعد ساعات من خطاب للرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، تمسك فيه بشرعيته والعملية السياسية المنبثقة عن المبادرة الخليجية الموقعة فى 2012، خرج آلاف اليمنيين، أمس، فى مسيرة حاشدة فى تعز كبرى محافظات البلاد سكانا، تأييدا للشرعية، فيما لا يزال قيادات جماعة الحوثى الشيعية تحت تأثير صدمة مغادرة هادى منزله المحاصر بصنعاء، دون علمهم. وبحسب شهود عيان، خرجت خرجت مسيرة حاشدة من شارع جمال وسط مدينة تعز (مركز المحافظة) الواقعة وسط البلاد، وجابت عددا من شوارعها للتعبير عن تأييدها لشرعية هادى. وردد المتظاهرون هتافات من بينها «يا هادى علنها الآن فيدرالية من عدن»، «دولتنا اتحادية»، «ارحلوا يا حوثية». كما رفعوا لافتات مكتوبا عليها «شباب وشابات تعز يطالبون هادى باستكمال العملية السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى»، «لا للمليشيات المسلحة»، «تعز تهنئ بعودة الشرعية»، حسب ما نقلته وكالة «الأناضول» التركية. وفى تطور لافت، أعلن الرئيس اليمنى الذى سبق أن تقدم باستقالته للبرلمان دون أن يبت فيها الأخير، تمسكه بشرعيته رئيسا للبلاد، فى أول بيان صادر عنه عقب مغادرته، العاصمة صنعاء «متخفيا» إلى عدن، جنوبى البلاد، أمس. واعتبر هادى فى البيان المذيل بتوقيعه بصفته «رئيس الجمهورية» أن «كل القرارات الصادرة منذ 21 سبتمبر (تاريخ سيطرة الحوثيين على صنعاء) باطلة ولا شرعية لها». ودعا هادى فى بيانه، الهيئة الوطنية للحوار للانعقاد فى عدن أو تعز (جنوب)، معلنا تمسكه بالعملية السياسية والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى ومسودة الدستور لليمن الاتحادى الجديد. إلى ذلك، قال بارز فى جماعة أنصار الله (الحوثى)، أمس، إن عبدربه منصور هادى، «أصبح قائدا لفصيل من فصائل تنظيم القاعدة» بعد مغادرته منزله بصنعاء إلى عدنجنوبى البلاد يوم أمس، فى تصريح يعكس حالة التخبط التى تعانيها الجماعة بعد استيقاظها أمس على خبر هروب الرئيس اليمنى من منزله المحاصر. وأوضح أبو مالك يوسف الفيشى، وهو أيضا عضو ما يسمى باللجنة الثورية التابعة للجماعة، فى تغريدة على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» أن «أول انتحار للهارب هى استقالته، والانتحار الثانى هروبه بعد أن انتهت شرعيته، ومن الآن أصبح قائد فصيل من فصائل القاعدة التى تهدف إلى تدمير الجنوب». وتابع الفيشى: «لا شرعية اليوم سوى الشرعية الثورية الشعبية التى لن يتمكن أحد من الالتفاف عليها أو قهرها أومصادرتها»، فى إشارة إلى الإجراءات التى اتخذتها جماعة الحوثى بعد سيطرتها على صنعاء فى سبتمبر الماضى، وآخرها اعلان دستورى من جانب واحد تسلمت به السلطة رسميا فى وقت سابق من الشهر الحالى. كانت الجماعة غرقت فى ارتباك شديد بعد إعلان خروج هادى من صنعاء، أمس الأول، حيث تباينت تصريحات قادتها بين اتهام هادى بالهروب من الإقامة الجبرية متنكرا فى زى امرأة، والحديث عن عدم وجود أى حصار للرئيس بالأساس وأن خروجه طبيعى، فى وقت لا يزال فيه طريقة مغادرة الرئيس اليمنى منزله المحاصر محل خلاف، ويغلفها غموض شديد.