"لو في ليبيا هنموت من الخوف، فاحنا في مصر هنموت من الجوع، ميتين، ميتين"، ربما كانت تلك الجملة التي قالها حنا عزيز، أحد العائدين من ليبيا قريبا، تلخيصا للخيارات التي دفعت ألاف المصريين المفاضلة ما بين البقاء في مصر، والمغامرة من أجل إيجاد فرصة عمل تساعدهم على الحياة وتضمن لأبنائهم فرصة أفضل من أباءهم، فحنا البالغ من العمر 36 عاما ولديه 3 أبناء، أكبرهم ماري 13 سنة، وجون ودموا، قال "اتغربنا عشان نضمن لولادنا عيشة كويسة، لو احنا شفنا الذل، مش عايزين ولادنا يتذلوا". حنا عزيز، القادم من مركز سمالوط في المنيا والذي عمل ب"النقاشة" طوال عمره بعد أن حصل على دبلوم زراعة لم يمكنه من إيجاد أي فرصة عمل، قرر السفر إلى بني غازي في ليبيا منذ 2008، من خلال باسبور وتأشيرة وأوراق رسمية، فبحسب قوله "لو لقينا فرصة عمل في مصر كنا فضلنا، الواحد لازم يسعى، هنا في مصر الحال واقف، و خصوصا في الشتا بالنسبة لشغل النقاشة". وأضاف أنه بعد عودته إلى مصر إنهم سيبدأون في "طلوع السلم من الأول"، وذك بعد أن عاد من ليبيبا يناير 2015، بعد أن تم خطف أبن شقيقه وأثناء من أبناء عمه، وكانوا ضمن ال21 الذين قتلوا على أيدي "داعش" ، وهنا قال "اضطرينا ننجا بنفسنا، هنعمل أيه، أخويا كلمني وقالي أنا مش هنفع عيالك، ومهما كان مفيش تعويض، لو الواحد مننا حصل له حاجة فمفيش أحن على ولاده منه". وبالنسبة لمبادرة لوزارة القوى العاملة، بعمل استمارات لحصر خسائر العائدين من ليبيبا، أشار إلى إنه تواصل مع الوزارة بعد عودته في 2011، وهناك أعداد كبيرة جدا من العائدين، وقال "رجعنا من هناك برز وسكر"، وبرأيه قد يتكرر نفس الأمور هذه المرة. وختم كلامه "ربنا بيسرها لوحده، كل همنا الفترة اللي اللي فاتت نعرف مصير الناس اللي اتخطفت، مكنش في فرصة ندور على شغل، ادينا هندور" وأضاف "اللي سافر ليبيبا مسافرش من فراغ، لو الوضع هناك شبه آمن، أنا هرجع تاني".