• الاتصالات الدبلوماسية والهدوء الإعلامى.. والتجاوب الخليجى وراء احتواء سوء التفاهم • كيرى: مصر شريك أساسى فى مواجهة الإرهاب.. ورايس: ملتزمون بالشراكة الاستراتيجية مع القاهرة كشفت مصادر رفيعة المستوى ل«الشروق»، أن الاثنتى عشرة ساعة التى فصلت بين صدور بيان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى، عبدالمجيد الزيانى، والذى يرفض فيه اتهام مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية لقطر، بدعم الإرهاب صباح أمس الأول، وصدور بيان آخر ينفى فيه الادلاء باية تصريحات بخصوص مصر، وتأكيده على دعم مجلس التعاون الخليجى لمصر وتأييد كل إجراءاتها ضد الإرهاب، شهدت تحركات دبلوماسية محمومة فى القاهرة وعدد من عواصم الخليج الرئيسية لاحتواء الأزمة. وبحسب مصادر مصرية ل«الشروق»، فإن البيان التوضيحى الصادر عن الزيانى، جاء فى اعقاب اتصالات عالية المستوى وتمت بتعليمات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، لقطع الطريق على أى توتر غير مرغوب فيه بخصوص مجمل العلاقات المصرية الخليجية، مشيرة إلى أن أبوظبى كانت لاعبا رئيسيا فى "مباراة الساعات التى تلت البيان الأول" وانتهت باحتواء الأزمة المصرية الخليجية. وبحسب مصدر آخر، كانت الامارات العربية المتحدة الاكثر تجاوبا مع السعى المصرى لاحتواء الازمة، والتأكيد على اهمية مصر بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجى، والأكثر تفهما خليجيا لما أبدته القاهرة، من أن التصريحات المنسوبة للمندوب المصرى الدائم جاءت بدون تعليمات، وتخالف الرغبة المصرية فى تحسين العلاقات مع قطر. كما أوضحت المصادر، أن هناك حرصا خليجيا على تجاوز الأزمة الدبلوماسية التى بدت فى الأفق، وأن البيان الأول صدر دون تشاور كاف مع الدول الأعضاء بحسب مصدر رسمى مصرى، وهو ما بدا واضحا فى سرعة صدور البيان الثانى، والذى يؤكد حسن العلاقات مع مصر، ورفع نسخة البيان الأول من موقع أمانة المجلس، بعد أن قامت القاهرة برفع التصريحات المنسوبة للمندوب الدائم من جميع المواقع الرسمية بمصر. من جانبه، اعتبر دبلوماسى عربى تحدث ل«الشروق»، أن بيان مجلس التعاون الذى صدر أولا جاء ليدافع عن دولة عضو فى المجلس، أما البيان الثانى فيتحدث عن علاقة دول الخليج بمصر وليس نفيا للبيان الأول، "فهما مساران مختلفان" على حد وصفه. وقالت مصادر مطلعة إن التحركات الدبلوماسية العاجلة والهدوء الاعلامى فى تعامل القاهرة مع البيان الاول للزيانى والتجاوب الخليجى الواضح مع الاتصالات المصرية ادى إلى تجاوز الازمة سريعا. فى سياق آخر، أكد وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى خلال مؤتمر صحفى، مع نظيره، سامح شكرى، عقب لقائه فى واشنطن، أن الجريمة الهمجية التى ارتكبت بحق المصريين فى ليبيا تشكل حافزا إضافيا للقضاء على التنظيمات المتطرفة، مشددا على دور مصر الحيوى فى هذا المسعى. وفى اجتماع آخر، بين شكرى، ومستشارة الأمن القومى الأمريكية، سوزان رايس، أكدت الأخيرة على التزام الولاياتالمتحدة بالشراكة الاستراتيجية مع مصر.