قال الصحفي الإسترالي "بيتر جريسته"، إنه لم يرَ غروب الشمس أو النجوم طوال 400 يوم قضاها في السجن أثناء احتجازه في القضية المعروفة إعلاميًا ب "خلية الماريوت"، مع زميليه الكندي محمد فهمي والمصري باهر محمد. وأوضح جريسته في حوار مع صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إنهم على ثقة أن إجراء محاكمة تتبع الإجراءات القانونية لن تغير حكم الإفراج "نؤمن بأننا سنحصل على البراءة". وأشار جريسته، إلى أن خروج زملائه بكفالة أو ضمان هو أمر مشجع، وأننا نحتاج أن نترك المحكمة تقوم بعملها، معربًا عن آماله القوية أن يُطلق سراح زملائه. يعزم جريسته (46 سنة) استخدام تجربته، وذلك بأن يصبح داعيًا لحرية التعبير، وهي قضية تتعرض للتهديد على يد الحكومات الاستبدادية، وفقًا للصحيفة. وقال جريسته "طالما ساعدت هذه القضية في تسليط الضوء على النقاش حول حرية التعبير، وحق الجمهور في المعرفة وحرية الصحافة في المجتمع، إذن أعتقد أنها كانت تستحق". ويأمل جريسته الاستفادة من الحملة العالمية التي استطاعت التأثير على السلطات المصرية، موضحًا "نحن الآن مرتبطون بقوة بحرية الصحافة وحرية التعبير، لقد قمنا ببناء أرضية لهذا الأمر، أعتقد أنه سيكون إلغاء لمسؤوليتنا إذا ابتعدنا، لذلك أرغب في أن يكون دوري داعيًا". يتذكر جريسته واقعة إلقاء القبض عليه فيقول "اندفعت حفنة من الرجال لا يرتدون ملابس رسمية إلى غرفتي في الماريوت، ولم يخبروني ماذا يفعلون، وبدأوا في قلب غرفتي رأسًا على عقب والاستيلاء على المعدات، ودفعوني إلى الأسفل ووضعوني في زنزانة بوليسية، لم نكن نعرف ماذا يحدث". وأضاف جريسته "كنا نؤدي العمل الذي كان سيؤديه أي صحفي مسؤول، لم أكن أعرف الحدود لذلك كنا نتعامل متعمدين بطريقة آمنة، لم نكن نقتحم أي حدود أخلاقية". ومع انعدام الأدلة، يفترض جريسته اختفاء التهم الموجهة ضدهم بعد إجراء قليل من المكالمات الهاتفية الدبلوماسية، موضحًا "لقد قدموا أغنية لجوتييه في المحكمة كانت على هاتف أحد الأشخاص، كانوا يتصيدون الأدلة ولكنها لم تثبت أي شيء، تبنى القاضي وجهة نظر مختلفة". ويستكمل جريسته "كنا في الحبس الانفرادي لفترة، ولكن السجن سجن، سيكون شاقًا تحت أي ظرف من الظروف، إنها الأشياء الصغيرة التي تفتقدها مثل تحريك أصابع قدميك في الرمال على الشاطئ". يوضح جريسته "الحكم بالسجن 7 سنوات أصابنا بالدمار، لم نعتقد أنه سيتم إدانتنا، كان الأمر أشبه بتلقي ضربه من مايك تايسون". ومع ذلك، كان إطلاق سراحه صدمة لم يصدقها جريسته، الذي يقول إنه كان يستعد لقضاء فترة أطول في السجن "كنت أتريض عندما قال لي أحد الضباط إن المدير يرغب في مقابلتي، والذي قال لي "حزم أمتعتك، سترحل، وسيأتي أفراد من السفارة خلال نصف ساعة، سترحل إلى بلادك". لم يعلق جريسته على اتهام فهمي لشبكة الجزيرة بأنها أهملته بتجاهلها دفع كفالته التي بلغت 250 ألف جنيه، وقال الصحفي الأسترالي إنه على الرغم من اتهامها بالتحيز إلا أن القناة القطرية منحته حرية أكثر من شبكة بي بي سي البريطانية. يوضح جريسته "لم يكن هنا أي تدخل تحريري، وكنت أُمنح حرية تحريرية أكبر مع الجزيرة عما كنت أحصل عليه في بي بي سي لأن الأخيرة في بيئة يجب أن تضع في اعتبارها التكاليف على محمل الجد بشكل أكبر بكثير من الجزيرة". وحصل جريسته على جائزة "جمعية التلفزيون الملكية" في لندن هذا الأسبوع بينما شاهد زميليه فهمي وباهر اللذين تشاركا الجائزة معه، في بث حي على التليفزيون في القاهرة.