نبه الرئيس العراقي فؤاد معصوم، إلى أن العراق لا ينظر إلى علاقته بإيران من خلال وجهة نظر الآخرين في المنطقة والعالم، وإنما انطلاقًا من زاوية المصالح المشتركة للشعبين الجارين واستقرار وتقدم المنطقة، وبما يحفظ هذه المصالح ويعززها دائمًا. وقال: إن "العلاقات بين العراقوإيران قائمة على أصعدة الجوار والدين والاجتماع والاقتصاد والعوامل المشتركة التي تمنح العلاقة بالجار الإيراني خصوصية كبيرة". جاء ذلك خلال استقبال معصوم بقصر السلام في بغداد، اليوم الثلاثاء، للنائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري، والوافد رفيع المستوى المرافق له، وحضر اللقاء نائبا رئيس الجمهورية العراقي الدكتور إياد علاوي وأسامة النجيفي، ورئيس ديوان الرئاسة نصير العاني، وعدد من المستشارين، وسفير إيران حسن دانائي فر. ولفت الرئيس العراقي إلى أن ما يتعرض له العراق من تهديد إرهابي هو تهديد يطال الجميع، وقال: إن "التفاهم والتعاون مع الجميع ومن بينهم الأصدقاء في إيران هو جزء أساس من المسؤولية التي تراعي حجم التهديد وخطورة التحديات التي يتعرض لها البلد وتتعرض لها جميع دول المنطقة". ونوه معصوم بالدور الإيراني الداعم للعراق على الصعيد اللوجستي والفني والعسكري في حربه ضد (داعش) والإرهاب، مؤكدًا ضرورة تعزيز هذا التعاون والارتقاء به في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والزراعية، بما يعزز تقدم العلاقات القائمة على التعاون والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. من جانبه، نقل نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري، تحيات الرئيس الإيراني حسن روحاني، ودعوته للرئيس العراقي لزيارة إيران قريبًا، لافتًا إلى خطورة التحدي الإرهابي المتمثل بداعش والذي يتعرض له العراق ويمتد إلى أكثر من دولة في المنطقة. وأضاف أن إيران تنظر إلى هذا الخطر بوصفه تهديدًا للمنطقة وللعالم، كما أنها تفهم أنه تهديد وممارسات يراد بها الإساءة والتشويه للإسلام والمسلمين، مؤكدًا أن السبيل لمواجهة الجماعات الإرهابية لا ينبغي أن يقتصر على محاربتها عسكريًا فحسب، بل أيضاً أيديولوجيًا وتجفيف منابعها المالية والبشرية. ودعا المجتمع الدولي إلى ضرورة دعم الشعبين العراقي والسوري في محاربة هذه الجماعات بوصفهم يشكلون خط المواجهة الرئيسي أمام الإرهاب الذي يستهدف الجميع، منوهًا بالانتصارات التي حققها العراق ضد داعش وتحرير بعض المناطق ومواصلة الجهد من أجل تحرير بقية الأراضي التي يحتلها التنظيم. وشدد على دعم إيران وتقديرها للجهود التي يبذلها الرئيس معصوم والمسؤولون في الدولة العراقية من أجل العمل على تطوير العلاقات مع جميع دول الجوار، مؤكدًا وقوف إيران دائمًا بالسراء والضراء مع الشعب العراقي بكافة أطيافه. وقال إن "أمن وأمان العراق هو أمن وأمان لنا"، وأبدي استعداد إيران لتقديم خبراتها في هذا الظرف الذي يواجه فيه العراق مشكلات مالية واقتصادية جراء انخفاض أسعار النفط، لاسيما في تحرير اقتصادها بشكل كبير من الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل.