لكل بلد سماته ومميزاته، وما يميز مدينة تازة المغربية احتضانها عددًا كبيرًا من المغارات والكهوف، فليس هناك مكان في العالم يضاهيه في عدد تجاويفه ومغاراته التي بلغت أكثر من 300 مغارة، لذا استحقت عن جدارة اسم عاصمة الكهوف. وتبعد مدينة تازة 320 كم عن الرباط إلى الشرق منها، وهي بعد مدينة فاس ب93 كم ، ومن أطول المغارات في المنطقة هي "مغارة الشعرة"، حيث يصل طولها إلى 10 كم ، فيما يصل عمق مغارة "شيكر" إلى 150 مترًا وطولها ل4 كم، ورغم ذلك فإن مغارة "فريواطو" تعتبر الأكثر شهرة وجذبًا للزوار ، رغم أن عمقها 280 مترًا، وتمتد بطول 2600 متر فقط، لكنها تتميز بمناظر رائعة وغاية في الجمال. و"فريواطو" اسم أمازيغي، حيث إن "إفري" تعني الكهف و"واطو"" أي الريح، ويرجع سبب تسمية المغارة بهذا الاسم إلى الهواء الصادر منها "كهف الرياح"، ويوجد أعلى المغارة، التي تبعد قرابة 26 كم عن مدينة تازة، فتحة يستطيع الزوار أن يطلوا منها على أسفلها، وعندما تهبط عبر السلالم وتصل إلى الأسفل تجد كهفًا صغيرًا يؤدي إلى عدة ممرات داخلها، إلا أن المغارة لها 3 مداخل رئيسية أولها يمتد على 520 درجة، وهو مضاء بنور الشمس الذي يتسرب من فوهة المغارة وعمقه 160 مترًا تحت الأرض، بينما يصل عدد درجات المدخل الثاني 200 درجة، وهو ضيق ومظلم، ويتطلب دخوله استعمال مصابيح يدوية واصطحاب مرشد سياحي. أما المدخل الثالث فهو بطول 3 كم وتستغرق الرحلة خلاله 3 ساعات أخرى على الأقل بمساعدة مرشد، وهو ما يشد الزائرين بدافع الفضول والبحث عن المغامرة. وكلما هبطت إلى أسفل يزداد جمال المجسمات الخلابة التي شكلتها عوامل التعرية والتجوية عبر الزمان، فجدران المغارة أقرب ما تكون لمتحف منحوتات نحتتها الأيام كأفضل من أحسن نحات، كما أن اختلاط الماء مع الطين أعطاها جميع درجات اللون البني. وتنتاب الهواة من الزائرين مشاعر مختلطة تجمع بين الخوف والدهشة والحذر، خصوصًا مع صدى الصوت، وقلة الأكسجين، وارتفاع الرطوبة، وضيق الممرات. إلا أنها تركيبة تستحق التجربة ولا يمكن نسيانها أبدًا، خصوصًا مع التقاط عدد من الصور التذكارية التي ليس لجمالها مثيل.