«لكل لون معنى ومغنى».. كما وصف محمد فوزي، الزهور وألوانها، لكن في «عيد الحب»، يتناسى العشاق كل الألوان في حضرة اللون الأحمر، حيث حلت الصوبات الزراعية محل شجر الورد لتنتج كميات كبيرة من الورود البلدي الحمراء، بعطر أقل وحجم أكبر. هاني بائع الورد، يجلس داخل بستانه الصغير، الذي يقع في إحدى بقاع شارع القصر العيني، ليكون «رسول الحب»، يمتلئ محله الصغير بالزبائن، الذين اختلفت أعمارهم، لكن هدفهم واحد. «كل الناس بتطلب ورد أحمر حتى لو مكنش بلدي المهم يبقى أحمر»، يقولها هاني، وهو يصنع «بوكيه» لرجل جاء ليشتري وردًا لخطيبته التي سيجمعه القدر بها الأسبوع المقبل. «النهاردة موسم وبنكسب أضعاف مكسبنا طول السنة» كذلك عبر هاني عن كثافة البيع في هذا اليوم، بالرغم من أن ارتفاع أسعار الورد بات جليًا، واستغلال تلك المناسبة لزيادة الإيرادات. ويشير «هاني»، إلى أن توقف استيراد الزهور من غزة بعد إغلاق الأنفاق خلق أزمة كبرى لتجار الورود، خاصة بعد ظهور «مافيا الورد» التي تحتكر كميات كبيرة وتخزنها في ثلاجات لطرحها في الأسواق بأسعار مضاعفة، وتوزع كميات ضئيلة جدًا على التجار الصغار بأسعار عالية، ويلجأ البعض للورد البلدي المُخزن أو المزروع في صوبات صناعية. أما عن أسعار البوكيهات وأحدث التقاليع، قال: «الأسعار حسب ميزانية الزبون»، فتشكيل بوكية يبدأ ب10 جنيهات فقط، ويصل ل2000 جنيه للبوكيه الواحد، وذلك يرجع لنوع الزهور المستخدم، بالإضافة إلى الوعاء، سواء كان «سبت خوص، أو بلاستيكي، أو تشكيلات البيوت مثلا المرصعة بالزهور». وبالنسبة لتغليف البوكيهات بالشكل الكلاسيكي، أوضح «هاني» أن استخدام الأقمشة الكوريشيه التي يطلق عليها بعض التجار «بطانة»، الأكثر انتشارا، وتكون ألوانه متنوعة فمنها الأحمر والأبيض والروز والموف، وهناك أيضا اللف باستخدام ال«خيش»، وهو موضة مستمرة حتى الآن، وبالطبع لف البوكيه بورق السوليفان الشفاف أو الأبيض هو الأكثر كلاسيكية.