- زار مكتبة الشروق وتحدث عن تزوير أعماله وعن الأسواني ومحفوظ ومدينة القاهرة - التقى بكتّاب الشروق في أحاديث طويلة عن الأدب والثقافة لم يحظ بشهرة واسعة كما يحدث عادة مع أدباء نوبل، ولم تحظ رواياته بالقراءة قبل حصوله على جائزة نوبل في الآداب. وقتها هوجم فوزه بانتقادات واسعة في العالم العربي. وكل هذا ذنب معلق في رقبة الترجمة، حيث عُرف أورهان باموق الأديب التركي عبر الترجمة من لغات وسيطة " الإنجليزية والفرنسية"، وليست التركية. باموق الذي يزور مصر حاليا، شديد التواضع، يكسر كل الصور الذهنية عن مشاهير الأدب، خاصة الحاصلين منهم على نوبل، حيث وافق على المشاركة في مهرجان أدبي مستقل في مصر، في دورته الأولى الذي يجئ تحت عنوان "مزج الثقافات وتواصل الأجيال". باموق صاحب الرواية الشهيرة "اسمي أحمر"، زار مكتبة الشروق الزمالك مساء أمس. كان في استقباله أحمد بدير مدير دار الشروق، الذي صاحبه في أركان المكتبة، وأبدى باموق سعادته بالكتب المعروضة، خاصة كتابه المترجم الصادر عن الشروق، بترجمة سحر توفيق "ألوان أخرى". وبعد "لفة" على الأرفف سأل عن روايات علاء الأسواني، موضحا أنه قرأ "عمارة يعقوبيان"، ويريد قراءة "شيكاغو"، ثم سأل على بعض أعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ، وأخذ معه بعض أعماله كالحرافيش، غير أن باموق، خلال جولته، سأل باهتمام شديد عن أية كتب تتناول مدينة القاهرة. ولفت باموق صاحب رواية "الحياة الجديدة" إلى مشكلة تؤرقه، وهي تزوير وقرصنة أعماله، التي تترجم إلى 62 لغة، واشتكى من تزوير أعماله المكتوبة بالتركية والمترجمة إلى العربية. وهنا "بدير" أكد أن معظم أعمال باموق المترجمة إلى العربية تم السطو على حقوق ملكيتها الفكرية، مشيرا إلى أن دار المدى ليس لها الحق في إصدار طبعات عربية من رواياته، فهذه قرصنة على حقوق الملكية الفكرية. وطلب باموق من دار الشروق، حل مسألة تزوير وقرصنة أعماله الصادرة باللغة العربية. بعد انتهاء جولة باموق، الحاصل على نوبل في الآداب عام 2006، وصاحب الروايات الشهيرة "الكتاب الأسود"، و"القلعة البيضاء"، ومتحف البراءة"، و"ثلج"، والتقى بنخبة من كتّاب الشروق، كان في استقبالهم المهندس إبراهيم رئيس مجلس إدارة دار الشروق، وهم: بهاء طاهر، يوسف زيدان، محمد المنسي قنديل، إبراهيم عبد المجيد، يسري فوده، أهداف سويف، منى أنيس، فضلا عن حضور أميرة أبو المجد، وأحمد بدير، والناشر محمد البعلي صاحب دار صفصافة صاحب مبادرة دعوة باموق لحضور مهرجان القاهرة الأدبي الأول، والكاتب أحمد شوقي. في هذا اللقاء طرح باموق مرة أخرى مسألة قرصنة أعماله الصادرة باللغة العربية، طالبا من المهندس إبراهيم المعلم حل تلك المسألة التي تؤرقه. وكانت جلسة ثقافية بامتياز، حيث تحول الحديث من الترحيب بالأديب العالمي باموق، إلى أحاديث فرعية وجانبية في السياسة والأدب والثقافة. يترأسها بالتبادل، بعفوية اللقاءات الحميمية، كاتب من كتّاب الشروق. هنا يوسف زيدان وبهاء طاهر للحديث عن معاني الأسماء، والكلام في الشعر والصوفية. وهناك يسري فوده والمنسي قنديل وإبراهيم عبد المجيد وتحليل سياسي عن الوضع المصري ولماذا توقف فوده عن تقديم حلقات برنامجه الشهير، وماذا يفعل الآن؟، وحديث آخر عن الإعلام ومدى مهنية القائمين عليه. وحديث آخر لإبراهيم المعلم وأهداف سويف ومنى أنيس عن الحياة الثقافية. ثم تبدلت الأماكن كعادة هذه اللقاءات التي يزدادها جمالها؛ لإحساس الجالسين بعدم التلصص عليهم، فتحولت الجلسات الجانبية إلى ما يشبه المائدة المستديرة عن الحياة الثقافية والسياسية في العالم ومصر. وانتهى اللقاء بالتقاط صور تذكارية مع أديب نوبل أورهان باموق، الذي يبدو أنه يقدر قيمة الصور، فوقف يلتقط باهتمام لقطات مع كل الحاضرين.