أكد صالح على الصماد، زعيم المسلحين الحوثيين الذين يحكمون سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء، في أول مقابلة له مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية منذ انهيار الحكومة اليمنية، على أن جماعته حريصة على تقاسم السلطة مع منافسيها والتواصل مع حلفاء اليمن بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية – في الوقت الذي تغلق فيه السفارة الأمريكية أبوابها في صنعاء. وأدلى "الصماد" بهذه التصريحات في اليوم الثاني من جولة المحادثات بين الحوثيين والأحزاب السياسية الرئيسية الأخرى بوساطة الأممالمتحدة في محاولة لتشكيل الحكومة. وكان اليمن بلا قيادة منذ استقالة الرئيس هادي، وحكومته يوم 22 يناير الماضى، بسبب ضغط الحوثيين والهجمات. وتظهر تصريحات "الصماد"، واستعداده غير المعتاد لإجراء مقابلة مع مؤسسة إخبارية أمريكية، إلى أن الحوثيين حريصون على عدم التنازل على الموقع الذي اتخذوه لأنفسهم يوم الجمعة الماضية، عندما أعلن "الصماد" عن خطة من جانب واحد لتشكيل حكومة جديدة. وتقول الصحيفة الأمريكية، إن "الصماد" صرح على مضض بأن الحوثيين يريدون علاقات طبيعية مع الولاياتالمتحدة ودول أخرى، حيث قال "لم يصب أى دبلوماسي منذ سبتمبر، عندما تولى الحوثيون العمليات الأمنية في صنعاء، مضيفا "نحن لسنا ضد البعثات أو الأفراد، وإنما نحن ضد السياسات التي تتبناها الولاياتالمتحدة". وقال "الصماد"، إن "الحوثيين لم يكن لديهم خيار سوى إعلان صيغة حكم لإجبار الأطراف الأخرى علي التفاوض، لقد شعرنا أن المعارضة أرادت إضاعة الوقت حتى تتمكن من توجيه اللوم إلينا في حالة حدوث أي فوضى". وكان الرئيس هادى، قد عين الصماد مستشارا للرئاسة حينما استولى الحوثيون على العاصمة في سبتمبر الماضي. وكان هو الرجل الثاني للحوثيين بعد أبومالك الحوثي الذي نادرا ما يغادر معقله في محافظة صعدة شمالا. وأكد "الصماد" أنه من غير الممكن استعادة الرئيس السابق إلى السلطة مرة أخري لأنه استقال بإرادته. وقال مساعدون للرئيس السابق، فضلا عن مسؤولين حكوميين آخرين، مازال هادي تحت الإقامة الجبرية. وهناك مسؤولون حوثيون يقومون على حراسته سلامته الخاصة، بما في ذلك حمايته من مسلحي تنظيم القاعدة الذين قد يرغبون في الانتقام منه بسبب دعمه للولايات المتحدة. وأشار إلى أن هذا الأمر لحمايته الشخصية ولكنه حر في مقابلة من يريد ولقد تمكن العديد من الدبلوماسيين من زيارته بالفعل، مختتما حديثه قائلا: "يريد الحوثيون أن تكون علاقة اليمن مع الولاياتالمتحدة ودول أخرى جيدة، شريطة أن تحترم هذه الدول سيادتها". وعلى الرغم من انتشار شعار الجماعة المسلحة، والذي يُهتف به في المسيرات والتي رسمت على الجدران في صنعاء، وهو "الموت لأمريكا"، علق الصماد قائلا ليس المقصود منه الحاق الأذي بالشعب الأمريكى ولكنه "مجرد شعار". وتري الصحيفة أن استيلاء الحوثيين، الذي يعتقد أنهم يتلقون تمويلا من إيران، على العاصمة يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في اليمن التي تعد أحد حلفاء واشنطن الرئيسية في مكافحة القاعدة، ولذا أصبحت عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية هناك موضع تساؤل. فلقد دعمت الحكومة اليمينة السابقة بقيادة عبد ربه منصور هادي هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية ضد تنظيم القاعدة، وهو ما يرفضه الحوثيون، وهذا ما يثير تخوفات من استغلال تنظيم القاعدة الاضطرابات السياسية في البلاد. وقالت جينيفر ساكي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، أمس الثلاثاء، أنه بسبب "الوضع الأمني في صنعاء، لقد علقنا العمل في سفارتنا، وتم نقل موظفي سفارتنا بشكل مؤقتا من صنعاء". وفي صباح الأربعاء توالت التقارير الإخبارية بإغلاق السفارة الأمريكية في صنعاء. وبهذا أصبحت اليمن ثالث دولة في الشرق الأوسط بدون سفارة أمريكية بعد سوريا وليبيا. وحثت وزارة الخارجية في تغريدة على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" المواطنين الأميركيين على تجنب السفر إلى اليمن وعلى المواطنين الأمريكيين القاطنين هناك بالمغادرة".