«وما أنا إلا أناس قابلتهم» ربما تعكس تلك الجملة فلسفة «السفر» لدى نسمة جويلى التى لم تكتف بالترحال فى ربوع مصر للتواصل مع البشر، وإنما دونت رحلتها فى كتاب حمل اسم «إرث الحكاية» لأن التجربة كانت فى رأيها تستحق التوثيق. «إرث الحكاية» هو العمل الأول للكاتبة الشابة نسمة جويلى التى كانت فى ضيافة جناح دار الشروق بمعرض الكتاب مساء الاثنين الماضى، لتوقيع نسخ عملها الأول الذى قالت عنه «فى البداية مكنتش عارفة هعرف أكتب ولا لأ، لما خلصت الكتاب كنت فرحانة قوى»، وعن حفل التوقيع قالت: «فكرة توقيع الكتاب فى حفلة مخيفة شوية، بس ربنا بيبعت لى ناس يطمنونى». نسمة التى تخرجت فى كلية العلاج الطبيعى، وقررت من بعدها أن تعمل فى مجال التنمية الذى بدا من كلامها كم استهواها، قررت فيما بعد أن تحكى جزءا من تجربتها من العمل التنموى والذى كان سببا لها فى اكتشاف عوالم كثير لم تكن تعرفها من قبل. عن فكرة الكتاب، تقول نسمة إنها عملت فى الأنشطة الاجتماعية التى كانت تنفذ فى العديد من محافظات مصر مثل «أسوان، أسيوط، القليوبية، المنيا، سينا، سيوة، أسكندرية»، وأن فكرة تأثر ثقافة البشر وحياتهم بالمكان كانت تشغلها، وربما كان ذلك هو بداية دافع تدوينها لتجربتها التى نتج عنها كتاب «إرث الحكاية». وعن السفر، قالت نسمة «كلمة (سفر) فى اللغة العربية مشتقة من السفور والكشف، السفر يجعلك تكتشف، تتعرف على أشياء مختلفة، جيلنا يحتاج للتواصل المباشر، أن نعرف بعضنا من خلال مشترك إنسانى حقيقى بين أهل القاهرةوالمحافظات الأخرى». قررت نسمة أن تنجز دراسة الماجستير فى الأدب العربى بالجامعة الأمريكية؛ الذى قالت عنه «بحب الأدب جدا، وقررت أدرسه للاستمتاع، وبعد ما خوضت تجربة الكتابة، وحسين أنى قادرة أنجزه، حسيت إنى محتاج أدرس أدب لأنه بيفتح الباب للعلوم الاجتماعية والتاريخ اللى من خلالها تقدر تفهم طبقات من حياة البلد». وقالت نسمة إن الأدب هو الطريق الذى تميل له، ومشروعها الأدبى القادم والذى بدأت بالفعل فى العمل عليه سيكون «مجموعة قصصية».