الجمهور لا يحضر.. والمحليات لا تهتم إلا نادرًا محمد القليوبى: نفتقد للدعاية.. وميزانيتنا لا تكفينا على أبوشادى: توسيع دوائر المشاهدة مسئولية صناع المهرجانات طارق الشناوى: للأسف القائمون عليها لا يعرفون الهدف الحقيقى لها مع كثرة المهرجانات السينمائية التى تتم إقامتها فى محافظات مصر وهى مهرجانات مهمة بدون شك، لكن يبقى تساؤل مهم، وهو مدى تحقيق هذه المهرجانات لهدفها الحقيقى، وهو ان تصل الى الجماهير فى تلك المحافظات؟، فكثيرا ما نلاحظ ان من يشاهد افلام هذه المهرجانات هم النقاد والصحفيون الذين جاءوا من القاهرة لتغطية الفعاليات، ولا اثر لأهالى هذه المحافظة إلا فيما ندر.. «الشروق» تستعرض المشكلة فى هذا التحقيق. المخرج محمد كامل القليوبى رئيس مؤسسة نون السينمائية والتى تنظم مهرجان بمدينة الأقصر هو مهرجان السينما الأوروبية والمصرية يعترف بهذه الأزمة، ويقول: فى الدورة الأولى من المهرجان قمنا بترجمة كل الأفلام الى اللغة العربية ولكن هذا العام للأسف الميزانية لم تسعفنا، واعتقد انه اذا قمنا بترجمة الأفلام سوف تجذب عددا اكبر من الجماهير، ونحن الآن نقوم بعمل قاعدة من شباب مدينة الأقصر لينضموا الى المؤسسة، وسوف نسعى لضم عدد من مثقفى الأقصر الذين لهم نفوذ جماهيرى، ونشكل مجموعة اصدقاء مهرجان الاقصر من شباب المدينة الذين جاءوا الى المؤسسة، وابدوا حماسا كبيرا، وعرضوا عمل مسابقة تصوير فوتغرافيا، وهناك مشاريع اخرى ليكون هناك تواصل مستمر، هذا العام ايضا قمنا بدعوة عدد من مشايخ الأقصر لمشاهدة فيلمى «الفيل الازرق» و«الجزيرة 2». ويضيف القليوبى: للأسف وجدنا عند وصولونا الى الاقصر ان وسائل الدعاية التى وضعناها فى الطرق غير موجودة ربما بفعل الاهمال، أو البيروقراطية، اضافة الى اننا لا نملك ميزانية ضخمة للاتفاق مع شركة دعاية خاصة للترويج للمهرجان داخل مدينة الاقصر، واعتمدنا فقط على عدد من المتطوعين، والحقيقة اننا قمنا بتطوير نظام العرض (H D) ليكون هناك مستوى عالٍ من العرض وهذه المسألة كلفتنا 200 ألف جنيه، واعترف ان هناك تقصيرا فى مسألة حضور الجماهير لأفلام المهرجانات، ولكن عندى ثقة انها سوف تتحسن تدريجيا فالعام الماضى حضرت سيدات الاقصر فيلم فتاة المصنع، وهذا العام حضروا فيلم عائلة ميكى مع النجمة لبلبة، وصحيح انهم يقبلون على الافلام المصرية اكثر لكنى ارى انه سوف يحضر اهل الاقصر افلام المهرجان كلها بشكل تدريجى. الناقد على ابوشادى والذى كان مسئولا عن مهرجان الاسماعيلية السينمائى يتحدث عن تجربته، وعن رؤيته لعدم وجود جماهير فى كثير من العروض وقال: فى الاسماعيلية كنا نعانى من مشكلة الجماهير فى السنوات الأولى من المهرجان، لكن بعد انتظام المهرجان وبعد حفاظنا على مستوى جيد للأعمال، وعمل دعاية مكثفة، استطعنا ان نزيد من ارضية المشاهدة، وآخر عام كانت لدينا كمية غير طبيعية من الدعاية بفضل وقوف المحافظة معنا، واذكر انها ألزمت المقاهى والمحلات بوضع بوستر المهرجان فى كل مكان، والحقيقة ان هذه المسألة تحتاج الى دعاية كبيرة واظن ان مهرجان الاقصر كان يعانى من عدم وجود بانرات دعائية، والتى قاموا بتعليقها وخلعت على ما اظن، والجمهور اذا عرف ان هناك مهرجانا سوف يذهب اليه بدون شك، وحتى لو وجدنا عددا قليلا من اهل المنطقة، واظن ان هذه مسئولية من يدير المهرجان والمحافظة واداراتها. ويضيف ابو شادى: يجب ألا نضع اللوم على جمهور هذه المحافظات، وانا اعتقادى ان كل محافظة مصرية بها عدد كبير من عشاق السينما، وعليك ان تقل لهم فقط ان هناك مهرجانا وستجدهم فى قاعات العرض، ودائما لابد وان تعمل كإدارة للمهرجان على هؤلاء فلا معنى لمهرجان بدون جمهور، وتوسيع دوائر المشاهدة مهمة من ينظم المهرجان طبعا. الناقد طارق الشناوى يضع يديه على بعض النقاط المهمة ويقول: هناك مفهوم خاطئ حتى عند صناع هذه المهرجانات والصحفيون الذين يتابعون المهرجانات، وهو اعتقادهم بأن هذه المهرجانات تصنع لهم وللنقاد ولصناع الأفلام، وهو مفهوم خاطئ تماما لكن الحقيقة ان المهرجان يعنى جمهورا، واذا ذهبت الى مهرجان كان مثلا تجد شعب هذه المدينة مصطفا لرؤية الافلام، ويعتبرون المهرجان جزءا من تكوينهم وحضوره اسلوب حياة، وللأسف هذه الثقافة غائبة لدينا حتى عن محافظات كبيرة مثل الاسماعيلية والاسكندرية، فلا تشهد المهرجانات التى تقام بها إقبالا جماهيريا، ودور المهرجانات ان تصل هى للناس، وتبحث عنهم، ودور من يقوم على هذه المهرجانات البحث عن جمهور، وان يصل الى اهالى هذه المحافظات وهذا دوره الاساسى قبل ان يحصل على افلام جيدة ويستضيف نجوما وخلافه، المهم هو ان يرى اهل هذه المحافظات هذه الافلام. ويضيف الشناوى على السبيل لتحقيق هذا قائلا: يجب ان يعمل اصحاب هذه المهرجانات على عمل الدعاية اللازمة، وان يتم تخفيض اسعار التذاكر او حتى جعلها بالمجان، وارجو ان يضع القائمون على هذه المهرجانات هدف وجود جماهير على رأس اولوياتهم.