(التوقيت: الجمعة الماضية.. الموقع: برلين.. الحدث: مبادرة لحل الأزمة المصرية)، ملخص ما أطلقه الدكتور عمرو عبد الهادي عضو مجلس الشعب السابق في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي عبر منصة تويتر من مبادرة تتزامن مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير. "إحنا الحل" رسالة تداولتها المواقع الإخبارية الحدث سريعًا باعتبارها رسالة من التنظيم الدولي للإخوان للحشد ضد الحكومة في مصر قبل 25 يناير، من خلال تشكيل حكومة بالخارج، تضم عدد من الرموز السياسية داخل مصر، وقيادات الجماعة الهاربة خارج البلاد. مبادرة التمكين عمرو عبد الهادي قال عبر قناة الشرق المحسوبة على الإخوان إن الهدف من مبادرة "إحنا الحل" هو التوافق بين الأحزاب السياسية في مصر وإستعادة الثقة مع الجماعة لضمان عودة الديمقراطية من جديد. وفي رد منه على المبادرة الإخوانية، وصف محمد فؤاد المتحدث الرسمي باسم حركة 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية)، المبادرة بمحاولة إعادة تمكين القيادات الإخوانية البارزة داخل التنظيم والمحبوسين على ذمة قضايا الإرهاب للعودة من جديد لمناصب حساسة في الدولة. وأضاف فؤاد، في تصريحات خاصة ل"الشروق"، أن المكتب السياسي للحركة تناول المبادرة بالقراءة والتحليل التفصيلي لها، وتبين له أنهم يريدون تشكيل مجلس وزارء جديد أو ما يسمى بحكومة توافق وطني جديدة، ورشحوا عناصر تنتمي إليهم فيما يتعلق بالحقائب الوزارية ذات الطابع السيادي. وأوضح أن الوزارات المسندة للإخوان هما "الدفاع والداخلية"، فرشحوا عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنحل الذراع السياسي للإخوان لمنصب وزير الداخلية وعصام سلطان للدفاع. رفض المناصب من بين بنود مبادرة "إحنا الحل"، التي تم إطلاقها من العاصمة برلين، تشكيل مجلس وزراء جديد ومحافظين، وكذلك مجلسا لحقوق الإنسان، ومن ضمن الشخصيات التي اختارها التنظيم لمنصب وزاري هو المحامي خالد علي المرشح السابق للرئاسة لكي يتولى حقيبة وزارة القوى العاملة، وفقًا لما جاء ببيانتهم. رد المرشح الرئاسي السابق، تم من خلال تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، بتأكيده أنه يرفض تلك المبادرة جملة وتفصيلا، كما يرفض كل محاولات وضع أسمه في أية مبادرة سياسية دون الرجوع له أولا، والتشاور معه بشأن بنود تلك المبادرة وأفكارها وأطرافها، ومن ثم يعلن مدى قبوله لها من عدمه. شأن داخلي "الأزمة المصرية شأن داخلي وليس خارجيًا، ونرفض أي مباردرات من الخارج"، هكذا لخص أحمد إمام المتحدث الرسمي باسم حزب مصر القوية، الذي يترأسه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح، موقف الحزب من المبادرة التي طرحتها جماعة الإخوان من الخارج تحت عنوان "إحنا الحل". وقال إمام ل"الشروق": "رغم تفهمنا وتقديرنا لوطنية من اضطر للخروج والمعارضة من خارج مصر إلا أننا لا نتعاطى مع أي مبادرات أو تنظيمات من الخارج"، مضيفًا: "نحن حزب اختار العمل من داخل مصر ونرى أن التعامل مع الأزمات الحالية ينبغي أن يكون من داخل الوطن". لماذا برلين؟ وعن اختيار (برلين) لإطلاق المبادرة، قال خالد الزعفران الباحث والمتخصص في شئون الجماعات الإسلامية إن ألمانيا بها عددًا من المراكز الإسلامية التي تسيطر عليها جماعة الإخوان باعتبار أن لها تواجد قديم هناك، وقرروا أن ينقلوا النشاط من قطروتركيا إلى دول أوروبا الغربية. والجمعيات الإسلامية في برلين ليس لها حصر وعلى علاقة وطيدة بالمسلمين الأصوليين في تركيا التي تعد معقل التنظيم الدولي للإخوان لذلك وقع اختيارهم على هذا المكان بالتحديد، بحسب حسن أبو طالب الباحث والمتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، في حديثه ل"الشروق" عن إطلاق مبادرة "إحنا الحل" برعاية إخوان الخارج. الإجابة المتوقعة: لا رؤى الأحزاب السياسية في مصر اختلفت تجاه تلك المبادرة إلا أن العنصر المشترك بينها هو رفض المبادرة ولكل أسبابه. المهندس صلاح عبد المعبود عضو الهيئة العليا لحزب النور رأى أن حزبه لم يرفض المبادرة لكونها صادرة من جماعة الإخوان وإنما يرفض طرح أمر بعيد عن الواقع، مشيرًا إلى أن (النور) يريد صيغة توافقية بين كافة الطوائف والأحزاب والجماعات في مصر ولكن من خلال حل واقعي يتناسب مع طبيعة المرحلة التي تمر بها مصر بعد إقرار خارطة الطريق في يوليو 2013. وأوضح عبد المعبود ل"الشروق" أن مصر لديها رئيس شرعي منتخب اسمه عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية التي تم إجراؤها يونيو 2014، فضلا عن أن الهيكل الإداري للدولة مكتمل وهناك انتخابات برلمانية قادمة نسعى من خلالها إلى اكتمال مؤسسات الدولة التشريعية لكي تستقر الحياة السياسية بالبلاد. وأضاف أن الاخوان في الخارج وضعوا في القوائم التي رشحوها للحكومة الجديدة المقترحه من وجهة نظرهم أفراد محبوسين على ذمة قضايا وعليهم أحكام وبالتالي فإن الأمر غير منطقي. توقيت المبادرة المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية خالد الزعفران أشار إلى أن إخوان الخارج يحاولون بتلك المبادرة سباق الزمن، رغم علمهم أن أجهزة ومؤسسات الدولة على أهبة الاستعداد لاستقبال الناخبين لتشكيل مجلس النواب المقبل، وهي رسائل موجهة للاتحاد الأوروبي وأمريكا عن استقرار مصر سياسيًا. الزعفران أشار إلى أن الحرس القديم من جماعة الإخوان في الخارج أصبح خارج نطاق الزمن ولم يعد قادرًا على إحداث تغيير في الشارع المصري بعد أن نبذ الشعب الإخوان مع الحزب الوطني سويًا، مشيرًا إلى أن الجماعة تعرض نفسها بإعتبار أنها الحل للوضع الذي تعيشه مصر. وفي سياق متصل، قال حسن أبو طالب المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية إن كل إطلاق تلك المبادرة في مثل هذا التوقيت هو أمرعبثي الغرض منه إشغال الرأي العام في مصر بأن شبح الإخوان مازال متواجدًا، ويدق ناقوس الخطر قبل الاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير. الثأر من السيسي المهندس صلاح عبد المعبود عضو الهيئة العليا لحزب النور عاد ليشير إلى أن فكرة استغلال جماعة الإخوان في الخارج لما يسموه بالانقسام بين الأحزاب السياسية قبل الانتخابات التشريعية "أمر غير صحيح"، موضحًا أنه لا يوجد انقسام بين الأحزاب السياسية وإنما الأمر يتعلق بإختلاف في الرؤى حول دمج الأحزاب السياسية في قوائم موحدة، فضلا عن أن 80 في المائة من مقاعد البرلمان سيتصارع عليها المرشحون التابعون للنظام الفردي . وأضاف عبد المعبود أن الرئيس السيسي في إجتماعه الأخير كان يريد ويتمنى لم الشمل من خلال دمج الأحزاب السياسية جميعا في كيان تجنبا لإنشقاق الصف وخوفا من أن يستفيد من الأمر عناصر وأطراف خارجية تريد الوقيعة بين كافة التيارات والأحزاب السياسية في الداخل. ورأى الزعفران أن جماعة الإخوان لم تضع في اعتباراتها قبول الأحزاب والتيارات الإسلامية المتواجدة في مصر، والمؤيدة للتوجه الأيديولجي الخاص بها لتلك المبادرة فهو أمر لا يعنيهم، وإنما يستهدفون مجموعة الأحزاب المدنية والقوى الثورية التي تري أنها قادرة على إحداث حراك في الشارع المصري في ذكرى 25 يناير وتنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك. عمرو عبد الهادي عمرو عبد الهادي محامي وناشط بمجال حقوق الإنسان، وأحد أعضاء ما يسمى بجبهة "الضمير الوطني"، التي تم تدشينها في 9 فبراير 2013 لكي تمثل جبهة موازية للإنقاذ الوطني، التي مثلت المعارضة المصرية أثناء حكم الإخوان بعد فشل جلسات الحوار الوطني الأول، والذي كان أغلبه من الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية مؤيدة لمرسي. انضم عبد الهادي إلى ما سُمي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد لجماعة الإخوان بعد الإطاحة بحكم الرئيس المعزول مرسي في يوليو 2013، وهاجم عبد الهادي كل من أيد خارطة الطريق، وكان أبرزهم عمرو موسى الرئيس السابق للجنة الخمسين لتعديل دستور 2012، وكذلك حزب النور والرئيس السيسي وقت أن كان وزيرًا للدفاع باعتبارهم أطراف أساسية فيما وصفه ب(الانقلاب العسكري على مرسي).