حالة من القلق ساد مركز ساقلتة بمحافظة سوهاج، لانتشار مرض الحمى القلاعية بحيوانات وأغنام دائرة المركز، ونفوق العشرات من الحيوانات وقيام الأهالى التخلص بالحيوانات النافقة منها وإلقاؤها في الترع والمصارف التي أصبحت تشكل خطرًا بيئيًا كبيرًا على الحياة. كما تم رصد انتشار أعداد كبيرة من الحيوانات التي أصيبت بالمرض ونفقت بطول الترعة المارة بها وعرضها وعلى جنبات الطرق، والتي أصبحت مرتعًا للكلاب الضالة. يقول أحمد محمد، إن البقرة الوحيدة لدينا مصابة منذ خمسة أيام وهي مصدر رزقنا، وبالرغم من الشكاوى المتعددة لم يأتِ لنا أحد لعلاجها أو حتى إسعافها، وتنفق من نتاجها على 10 أفراد هم أفراد الأسرة، فالأسرة تعتمد بشكل أساسي على ناتج تلك البقرة من اللبن والسمن. أضاف بخيت علي، مزارع من القرية، والدموع تملأ عينيه "إحنا من 15 يوم والمرض منتشر عندنا والماشية بتاعتي ماتت، اتصلت بالوحدة البيطرية ولم ينظر إلينا أحد، أين المسئولون، أين الطب البيطري، من ينقذنا من تلك المصيبة،الكل يتجاهل مشكلتنا أغيثونا". كما يقول فوزى إسماعيل مزارع، إنه رغم قيامه بتحصين مواشيه وإعطائها جميع التطعيمات ومضادات السموم واللقاح السباعي وخافض الحرارة، إلا أن مرض الحمى القلاعية تفشى فيها ونفق منه 4 رؤوس وظهرت أعراض المرض التي تتمثل في تشققات باللسان ونزول اللعاب ونهجان شديد ثم توقف عضلة القلب والموت المفاجئ، مؤكدًا أنه رغم الشكوى لم يتدخل أحد من المسئولين بمديرية الطب البيطري لإنقاذ الثرورة الحيوانية من الهلاك. فيما كشف الفلاحون عن كارثة خطيرة وهي قيام بعض معدومي الضمير وبعض الجزارين، بالاستيلاء على أجزاء من هذه المواشي النافقة وبيعها للمواطنين على أنها صالحة للاستهلاك، في ظل غياب تام لأية رقابة تموينية بالمحافظة. وطالب الفلاحون بتدخل محافظ سوهاج فورًا لتوفير الأمصال واللقاحات اللازمة قبل أن يقضي المرض على الثروة الحيوانية. من جانبه، أكد الدكتور أحمد البدرى، مدير عام مديرية الطب البيطرى بسوهاج، أن هذا المرض من أخطر الأمراض المعدية عند الحيوان، ولا يشكل خطرًا على الإنسان، إلا أنه شديد العدوى بين الحيوانات، وتتمثل طرق العدوى بالحمى القلاعية في استنشاق الفيروس الذي يفرز مع اللعاب عن طريق الجهاز التنفسي، واللبن الملوث والبراز والبول، وعن طريق وسائل النقل المختلفة والأدوات وأكياس العلائق والهواء الملوث بالفيروس الذي ينتقل لمسافات طويلة، وكذلك ملامسة المواد الملوثة بالفيروس والحيوانات الحاملة، حيث يظل الفيروس موجودًا بمنطقة الزور، بعد شفاء الحيوان لأكثر من ثلاثين شهرًا في الأبقار والجاموس وتسعة أشهر في الأغنام والماعز. كما أن المديرية من جانبها تقوم بتحصين الحيوانات بكل القرى وليست قرى مركز ساقلتة الذي انتشر به مرض الحمى القلاعية. وإن عدد البلاغات التي استقبلتها الإدارة البيطرية بقرية الرياينة بمركز ساقلتة، عدة بلاغات من 14 مزارعًا، يقيمون بناحية الرياينة الحاجر بدائرة المركز، بنفوق "18" رأس ماشية و "9" رؤوس غنم ملكهم، منذ بداية شهر نوفمبر المنصرم، وأنهم قاموا بالتخلص من المواشي النافقة بدفنها بمعرفتهم. والإدارة البيطرية بساقلتة تحركت على الفور للكشف على الماشية المخالطة للماشية النافقة، وتمكنت من معالجة بعض الحالات المصابة بنزلات شعبية. كما أضاف أن المديرية وجميع إداراتها بالمراكز أعلنت حالة الطوارئ وتشكيل غرفة عمليات لتلقي أي شكاوى أو بلاغات من المواطنين. وقد تم وضع المحافظة من جراء نفوق المواشي مطمئنًا، كما شدد مدير عام الطب البيطري بالمحافظة على ضرورة إبلاغ المواطنين والمزارعين الإدارات البيطرية بمجرد شعورهم بإصابة مواشيهم بأي مرض، وفي حالة عدم الإبلاغ سيتم تغريم المربين والمزارعين المتقاعسين في تلك المشكلة للتصرف. بينما أكد طبيب بيطري (للشروق) رفض ذكر اسمه، أن الوزارة لا تتابع ولا تراقب وجود الحمى رغم علمها بانتشارها، بالإضافة لغياب وتقصير المسئولين.