علمت «الشروق» أن المشاوارت التى تجريها الإدارة الأمريكية مع دول عربية وإسرائيل حول ملف التسوية الشاملة للصراع العربى الإسرائيلى تشمل «بالضرورة» التوصل «إلى صياغات أمنية». وقالت مصادر دبلوماسية عربية مطلعة ل«الشروق» إن هذه الصياغات تضمن تحقيق هدفين: الأول هو استقرار المنطقة بالمعنى الشامل، بما فى ذلك تحقيق مطالب إسرائيلية محددة حول تحجيم القدرات التسلحية لأى كيان فلسطينى سينشأ عن هذا الاتفاق، بما فى ذلك مجال الشرطة، والثانى هو ضمان أمن الخليج، وهو أمر يجرى نقاشه بالأساس مع مصر والسعودية، بالنظر إلى تخوفات أبدتها القاهرة والرياض لمسئولين أمريكيين رفيعى المستوى مما وصف بنوايا إيرانية للهيمنة على منطقة الخليج. وأوضح مصدر مطلع طلب عدم ذكر اسمه أن هناك أفكارا «يجرى التشاور بشأنها» لإنشاء ما يسمى ب«مظلة الأمن فى الخليج العربى»، على أن تكون لها آليات سياسية واقتصادية وأمنية، بما يسمح بدعم التعاون الاقتصادى والتنسيق السياسى والحيلولة أمنيا دون السيطرة الإيرانية على المنطقة. وبحسب المصدر فإن حديثا يدور حول أن تكون البحرين مقرا للكيان الجارى التشاور حوله، مضيفا أن التوجه البحرينى نحو تشجيع التطبيع العربى مع إسرائيل مرتبط برغبة المنامة فى أن يكون لها دور فى الترتيبات المقبلة بالمنطقة، وهو ما تشجعه واشنطن. وشدد مصدر دبلوماسى أمريكى فى تصريح ل«الشروق» على أن بلاده «لا تبحث عن مواجهة مع ايران، وإنما عن آفاق للتعاون والتنسيق لضمان مصالح الجميع». ولم يتسن الحصول على تعليق من مصدر دبلوماسى بحرينى، غير أن مصدر رسمى بالمنامة قال إن البحرين لا تخفى رغبتها فى أن يكون لها دور أكبر فى ضمان الاستقرار والتعاون بالمنطقة. وكان الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولى عهد البحرين قد استقبل أمس الأول فى المنامة الجنرال ديفيد باترويس قائد القيادة المركزية الوسطى والسيد جيفرى فلتمان مساعد وزير الخارجية الأمريكى والسيد جورج ميتشيل المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط. ومن جانبه، صرح وزير الدفاع الامريكى روبرت جيتس أمس بعد زيارة مفاجئة إلى العراق بأن بلاده قد تسرع انسحاب قواتها من العراق. وقال جيتس للصحفيين الذين رافقوه فى رحلته من العراق إلى تركيا إن «وتيرة سحب القوات الأمريكية من العراق قد تسرع. فالظروف الأمنية تتحسن فى العراق». وفى ذات السياق، قال مصدر دبلوماسى مصرى إن التنسيق لضمان الاستقرار والأمن فى الخليج، بما فى ذلك العراق، لا يهدف من وجهة النظر المصرية لمواجهة إيران، ولكن «لوضع الامور فى نصابها» فى هذه «المنطقة الحيوية لمصالح مصر الاستراتيجية». وأضاف أن «موقف مصر المعلن أنها لا يمكن أن تكون غائبة عن أى ترتيبات أمنية فى المنطقة». وأشار المصدر إلى تنسيق مصرى أردنى مع دول مجلس التعاون الخليجى والولاياتالمتحدة انضمت إليه العراق فى عهد إدارة جورج بوش. ورفض المصدر المصرى الحديث عن تسميات من نوع مظلة أمن الخليج أو غيرها. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون صرحت الأسبوع الماضى بأنه: «إذا نشرت الولاياتالمتحدة مظلة دفاعية فى المنطقة، وإذا بذلنا جهدا أكبر لتحسين القدرات الدفاعية لدول الخليج، ليس مرجحا أن تكون إيران أقوى أو آمن.. ولن يكونوا قادرين على الترهيب والسيطرة كما يبدو أنهم يعتقدون إذا حصلوا على السلاح النووى».