عادت أزمة نقص السماد مرة أخرى لتهدد مزارعى القصب بمراكز نجع حمادى وفرشوط وقوص ونقادة وأبوتشت بمحافظة قنا، وأرسل المزارعون شكاوى لوزير الزراعة ومحافظ قنا، يطالبونهما بسرعة التدخل وإنقاذ نحو ألف فدان مزروعة بمحصول قصب السكر أصبحت مهددة بالتلف، فى محافظة تنتج وحدها ما يزيد على 120 ألف فدان سنويا، نتيجة عدم تسلم الكميات المقررة من الأسمدة والملح لهذا العام. وقال سيد إمام رئيس جمعية الكرنك الزراعية، التابعة لمحافظة قنا، ل«الشروق» إن الجمعية الزراعية تسلمت حوالى 40% فقط من الحصة المقررة للأسمدة والملح، وهو ما أدى إلى حدوث تلفيات فى محصول القصب الذى تأخر تسميده كثيرا، وأصبحت مساحات واسعة تصل نحو ألف فدان مزروعة بالقصب بداخل زمام القرية مهددة بالتلف والبوار، نتيجة لعدم توافر الأسمدة، لافتا إلى أن بعض المزارعين لجأوا لشراء كميات من الأسمدة والملح من السوق السوداء بما يزيد على 160 جنيها للشيكارة الواحدة التى تباع بمبلغ 75 جنيها داخل الجمعيات الزراعية. وأوضح إمام أن العشرات من المزارعين قاموا بإرسال فاكسات وشكاوى لوزير الزراعة ومحافظ قنا اللواء عبدالحميد الهجان يطالبونهما بسرعة التدخل وإنقاذ باقى المحاصيل التى تأخر تسميدها كثيرا، لافتا إلى أنه كان من المفترض الانتهاء من تسميد المحاصيل السكرية من الشهر الماضى، ولكن عدم توافر الأسمدة تسبب فى تلف مساحات كبيرة. وأشار محمد حسين، مزارع من قرية أبوتشت، إلى أن مشكلة الأسمدة التى يعانيها المزارعون تأتى بجوار مشكلة مياه الرى التى تغيب عن الترع والمصارف، حيث لجأ البعض خلال العام الماضى نتيجة لهذه المشكلة إلى حفر آبار جوفية، والاعتماد عليها فى الزراعة رغم ملوحتها الزائدة وأضرارها بالمحاصيل. وطالب جمال فريد، أمين الحزب الناصرى بأبوتشت، بسرعة تدخل المسئولين وإنقاذ محصول قصب السكر الإستراتيجى، وتشديد الرقابة على الأسواق، وعمل أسواق موازية لأسمدة تباع بأسعار مخفضة طالما أن الدولة غير قادرة على منع المتلاعبين فى السوق السوداء، والذين يقومون ببيع الأسمدة المدعمة بأسعار تفوق الضعف الذى تباع به داخل الجمعيات الزراعية.