توالت ردود الأفعال حول واقعة التحرش الجنسى بميدان التحرير، والتى غالبا ما ركزت على الجوانب السياسية والاجتماعية والدوافع الاقتصادية التى نتجت عنها الظاهرة، إضافة لدور الدولة، وتبعات ذلك على الفتاة المتحرش بها، دون الالتفات الى أن «التحرش» له أبعاد نفسية. «يتحكم فى الموضوع أمور عديدة، منها عوامل النشأة والتربية».. بهذه الكلمات بدأ استاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق الدكتور وائل هندى، تحليله لنفسية المتحرش، قائلا: «أغلب الصور الذهنية التى تدور فى العقل، الذى يرسل إشاراته لتهيئة الشخص لهذا الفعل، هو أن الفتاة أو السيدة ستتجاوب معه وتتأثر ايجابيا، ولا يدرك أنه يلحق بها أشد أنواع الضرر والإيذاء على كل المستويات النفسية منها والعضوية». ويختتم تأكيده على أن المتحرش سيطر عليه خلل نفسى لن يصلحه سوى معالجة «الحرمان الجنسى»، مشيرا الى أن ذلك ليست الطريقة الوحيدة ولكنها الرئيسية، لأن هناك أطفالا يقومون بذلك لمضايقة الفتاة وإزعاجها، ما يحتاج الى إعادة النظر فى طرق نشأة تلك الأجيال، وهى طريقة قد تشكل حلا جذريا ولكن على المدى البعيد. وبحسب آخر احصائيات نشرتها الرابطة الأمريكية لعلم النفس، فإن مصر تحتل المرتبة الثانية بين دول العالم فى انتشار ظاهرة التحرش الجنسى، نحو 99.3% من النساء فى مصر تعرضن للتحرش الجنسى. ونشرت بعض الأبحاث الأمريكية وصفا للحالة النفسية السيئة التى تصيب الفتاة التى يتم التحرش بها، بعد تعرضها لاعتداء جنسى، سواء كان لفظيا أو جسديا، حيث تشعر بمشاعر مختلفة، منها الصدمة والخوف والتوتر الشديد، وتنتابها حالة من الغضب والشعور بأنها تعرضت للخيانة والقهر والظلم، وفى بعض الحالات تشعر الفتاة بالخجل، وتحاول أن تخفى مشاعرها وتنفى تعرضها للتحرش أو الاعتداء.