"عليك بغسل يديك باستمرار بالماء والصابون، ومن الأفضل تجنب الأماكن المزدحمة، واستخدام منديل عند السعال، وتجنب لمس الأسطح الملوثة" هذه الإرشادات هي أول ما يلاحظه القادم إلى الأراضي المقدسة عند المرور من شباك الجوازات في مطار جدة. ولكن استجابة زوار البيت الحرام تبدو مختلفة من جنسية لأخرى، فالقادمون من دول جنوب شرق أسيا كماليزيا، والفلبين، وكذلك الوفود القادمة من إيران، وأحيانًا الوفود الهندية يهتمون بارتداء الكمامات لتجنب العدوي، ولكن مثل هذه التدابير الاحترازية ليست شائعة بين أغلب المصلين بالحرم المكي وبصفة عامة، فإن الوفود التي تزور مكة للمرة الأولى تحرص على ارتداء الكمامات، لكن هذا الحرص يقل تدريجيًا مع تكرار الزيارات. "لم يطلب مني أحد ارتداء الكمامة لكني فضلتُ ارتداءها من باب الحرص"، كما تقول شابة مصرية قادمة من محافظة بورسعيد لأداء مناسك العمرة ، والتي لم تخبرها شركة السياحة التي سافرت من خلالها بأهمية ارتداء الكمامة، لكنها قررت ارتداءها مع سماعها عن حدوث حالات وفيات بفيروس كورونا . وكانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت عن وفاة اكثر من 280 بفيروس كورونا ، كما أعفت المملكة وكيل وزارة الصحة زياد ميمش من منصبه، ويعد مميش المسؤول الثاني الذي تقيله وزارة الصحة لتقصيره في أداء منصبه. شركة السياحة التي جاءت عن طريقها سيدة مغربية التقيناها في الحرم المكي أبلغتها بأهمية ارتداء الكمامة خلال أداء العمرة ، لكن السيدة الخمسينية فضلت التخلص من الكمامة، بعد أن ترددت بضعة مرات علي الحرم المكي، ولم تعد تستشعر الخطر، علي حد قولها . " غرفة شركات السياحة طلبت من الشركات توزيع الكمامات علي المعتمرين وتوعيتهم بأهمية ارتدائها، لكن هناك تقصير من الشركات "، كما يقول ناصر ترك، رئيس لجنة السياحة الدينية بالغرفة . " كل شيء بيد الله، ولو مكتوب لنا حاجة حنشوفها" تقول معتمرة مصرية قادمة من رشيد لا ترتدي الكمامة، بالرغم من ان شركة السياحة قامت بتوزيعها عليهم في المطار . ويوجد في الصيدليات المنتشرة بالحرم المكي أكثر من نوع للكمامات، فهناك كمامة عادية غير مخصصة للوقاية من فيروس كورنا، يصل سعرها إلى ريال سعودي واحد ، يساوي نحو 1.91 جنيه ، بينما يصل سعر الكمامة المخصصة لتجنب الإصابة من فيروس كورونا إلى 10 ريالات سعودي، تساوي 19 جنيهًا. ويلاحظ الزائر للمسجد النبوي في المدينةالمنورة انخفاض اعداد المواطنين المهتمين بارتداء الكمامات، مقارنة بالأعداد التي ترتديها في الحرم المكي. وعلى الرغم من أن أرقام وزارة السياحة تدل على أن أعداد المعتمرين لم تتأثر بوجود رحلات وفيات من فيروس كورونا في المملكة، إلا أن ترك يؤكد أن معدلات إقبال معتمري الخمس نجوم تأثرت بشدة بهذا الفيروس. " الطلب على أداء العمرة لزبون الخمس نجوم تراجع في شعبان، وكذلك رمضان، فمعدلات الحجز لهؤلاء الزبائن انخفضت عن المعتاد " كما يضيف ترك. ويؤكد مسئول غرفة السياحة الدينية، أن أسعار العمرة للفنادق الخمس نجوم ستشهد تراجعًا في النصف الثاني من رمضان، وهو ذروة موسم العمر ، بسبب الفيروس. وتظل اعمال النظافة الدورية في الحرم المكي ، بالمياه والمواد المعقمة والمكانس الكهربائية ، أكثر المظاهر المعتادة لتدابير مكافحة نقل العدوي في ساحة البيت الحرام الذي تحتشد فيه جموع من جنسيات مختلفة حتي في ظل المخاوف من فيروس كورونا .