حمدين: مسئوليتى وواجبى يدفعانى لاستكمال ما بدأناه وطننا يمر بظروف تفرض علينا مواقف أثقل على قلوبنا من الجبال الحملة الرسمية تعلن اعتقال بعض أعضائها.. وانسحاب المندوبين يسكن الخلافات جزئيًا ثمانى ساعات حرجة عاشتها، الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسى، حمدين صباحى، فى أعقاب إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية تمديد التصويت فى الانتخابات ليوم ثالث، وما بين مطالبة أعضاء الحملة لمرشحهم بالانسحاب، ومرورا بسحب مندوبى الحملة من مقار اللجان، دخلت الحملة فى جدالات واسعة انتهت بإعلان صباحى استمراره فى المعركة الانتخابية. وأصدر صباحى بيانا رسميا فجر أمس، أوضح خلاله ملابسات قرار استكمال الانتخابات قال فيه: «أعرف أن ملايين من أبناء الشعب المصرى ينتظر موقفا ربما يكون بالغ التأثير فى مستقبل هذا الوطن، واعرف أن كل منكم يمتلك حيثيات تجعل ما يعتقده من موقف هو الصواب، لكن المؤكد بالنسبة لى أن وطننا يمر بظروف بالغة الدقة تفرض علينا جميعا مواقف ربما تكون أثقل على قلوبنا من الجبال». وتابع صباحى، أن حملته الانتخابية عملت بأقل الإمكانات، واعتمدت على الجهد البشرى والإيمان بالشباب وخلق تحالف للقوى الديمقراطية، لافتا إلى أن أعضاء حملته تعرضوا لحجم واسع من الانتهاكات والاعتداءات والتجاوزات، بدءا من تعقيد اجراءات استخراج أوراق الوكلاء والمندوبين فى مختلف اللجان الانتخابية، وتعرض كثير منهم للمنع من أداء دورهم، ومن الدخول إلى اللجان بواسطة ضباط جيش وشرطة، وطرد لكثير منهم أثناء ممارستهم دورهم فى مراقبة العملية الانتخابية، فضلا على الاعتداء والقبض عليهم، وعدم تمكين المندوبين من إثبات وتحرير شكاواهم فى محاضر رسمية، فضلا على رصدنا لقدر من حالات التصويت الجماعى والتسويد فى عدد من اللجان فى محافظات مثل الدقهلية وسوهاج وأسوان ودمياط وغيرها، بالإضافة الى قدر واسع من الدعاية المضادة والترهيب أمام مقار اللجان، والتحرش والتضييق الذى طال شخصيات عامة لها اسهاماتها فى جميع المجالات أثناء تصويتهم بسبب موقفهم الداعم لنا. ولفت صباحى إلى «أن تلك العمليات تعود بنا الى 24 يناير 2011، لذا فقد قررنا سحب جميع مندوبينا من كل اللجان الانتخابية» مؤكدا احترامى الكامل لكل وجهات النظر التى استمعت لها واطلعت عليها بمنتهى الاهتمام والتقدير، الداعية للانسحاب من الانتخابات، واستطرد، «إلا أن مسئوليتى وواجبى يدفعنى لأطرح عليكم ضرورة استكمالنا ما بدأناه، ايمانا بحقنا فى شق مجرى ديمقراطى ننتزع فيه حق المصريين فى الديمقراطية رغما عن إرادة الاستبداد، ونثبت قدرتنا على المواجهة مع كل الساعين لاستعادة السياسات القديمة». واعتبر صباحى أنه لولا قرار المشاركة فى الانتخابات، الذى لم يكن قرارا فرديا بل كان تعبيرا عن إرادة شركاء متعددين، وتعبيرا عن مشروع لتقديم بديل أمام المصريين لما انكشف كل هذا الحجم من التجاوزات والانتهاكات، ولما سقطت الأوهام التى حاول البعض الترويج لها كثيرا على مدى الشهور الماضية فأسقطها الشعب المصرى بعبقريته فى أقل من 48 ساعة رغم كل الزيف والتضليل والتشويه، بحسب نص البيان. وقبيل إعلان قراره باستكمال الانتخابات عقد صباحى، اجتماعا طارئا باعضاء الهيئة العليا لحملته وعدد من الأحزاب السياسية الداعمة له فى السباق الرئاسى لاتخاذ الموقف النهائى من الاستمرار فى الانتخابات. ودشن عدد من النشطاء هاشتاج على موقع تويتر تحت عنوان «انسحب ياحمدين»، ولاقى انتشارا واسعا فى الفضاء الإلكترونى. واحتشد عدد من مؤيدى صباحى أمام المقرين الرئيسيين بالدقى وميدان لبنان لمطالبته بالانسحاب الكامل من الانتخابات وعدم الاكتفاء بسحب المندوبين. وأعلنت الحملة اعتقال العشرات من أعضائها والمندوبين المتواجدين أمام اللجان الانتخابية فى القاهرة وعدة محافظات، وعرضت صورا توثق شهادات لاعضائها بالتعرض لانتهاكات جسدية فى محيط المقار الانتخابية. وقال بيان رسمى للحملة فور إعلان نبأ التمديد للانتخابات إنها ترفض بشكل واضح القرار، واعتبرته ناتجا عن ضغوط واضحة من أطراف متعددة لمنح مزيد من الوقت لسيناريو لم ينجح أحد فى فرضه على المصريين على مدى اليومين الأول والثانى، وهو ما يهدد العملية الانتخابية برمتها، بحسب بيان الحملة. من جانبه قال، سيد طوخى، نائب رئيس حزب الكرامة، إن شباب الحملة ضغطوا على صباحى للانسحاب وإعلان ذلك رسميا فى مؤتمر صحفى كبير وكشف الانتهاكات والتجاوزات، إلا أن حمدين تحدث بحكمة شديدة محاولا تهدئة الأمور وشرح موقف صباحى. واعتبر الطوخى أن انسحاب صباحى كان سيضعه فى خانة واحدة مع نائب رئيس الجمهورية، المستقيل، محمد البرادعى وربطه بالانسحاب بعد فض اعتصام رابعة، مشيرا إلى أن هذا القرار سيمنح حمدين قبلة الحياة فى الاستمرار بالعملية السياسية إذا ما قرر خوض انتخابات البرلمان بعد انتهاء المعترك الرئاسى. وكان طارق نجيدة عضو اللجنة القانونية لحملة صباحى، تقدم بتظلم باسم المرشح الرئاسى للجنة العليا للانتخابات اعتراضا على قرار مد التصويت لاعتباره «عوارا قانونيا»، واستنادا إلى أن المد لا يحدث إلا فى حالات الكثافة العددية للناخبين. وطالب حامد جبر محامى المرشح الرئاسى وأحد قيادات الحملة صباحى بالانسحاب بعد قرار مد التصويت قائلا فى تصريح مقتضب على صفحته الشخصية عبر فيسبوك: «ارحنا يا حمدين واعلن انسحابك». وقال إسلام فرج منسق الحملة ببسيون بالغربية إن أعضاء الحملة بالمحافظة تقدموا بشكوى رسمية إلى حسام مؤنس منسق الحملة العام بوقائع وتجاوزات رسمية من قبل انصار حزب النور ومؤيدى المشير «السيسى» برفع لافتات له وتشغيل أغانٍ داعمة له أمام لجان التصويت لتوجيه الناخبين بالإدلاء بأصواتهم لصالحه على حساب مرشحهم.