تقرير حديث صادر عن جهاز الصحة العامة الرئيسى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية أشار إلى أن ظاهرة الحمل فى سن المراهقة ارتفعت بين الفتيات فى المدارس الأمريكية رغم التحذيرات من خطورة ممارسة الجنس قبل الزواج. ويفاجئ التقرير قلة من النقاد الذين يدافعون عن الرئيس الأمريكى جورج بوش، حيث يشير التقرير الصادر عن مركز مكافحة الأمراض فى الولاياتالمتحدة إلى أن معدلات حمل المراهقات والإصابة بالأمراض المعدية الناتجة عن الاتصال الجنسى، ارتفعت فى ظل الإدارة الأمريكية السابقة. فقد ارتفعت معدلات المواليد بين المراهقات اللاتى يبلغن 15 عاما فأكثر منذ عام 2005، بعد أن كانت قد شهدت موجة انخفاض منذ عام 1995، كما أن أعداد الفتيات اللاتى أصبن بأمراض معدية ناتجة عن الاتصال الجنسى ارتفعت بعد أن شهدت انخفاضا ملحوظا خلال العقدين السابقين لحكم جورج بوش، حسبما أشار التقرير، كما أن عدد المراهقين المصابين بالإيدز تضاعف مرتين. يذكر التقرير أن الولايات الجنوبية التى ينتشر فيها التمسك بالدين والتقاليد التى تحرم ممارسة الجنس قبل الزواج، ترتفع فيها معدلات الحمل بين المراهقات والإصابة بالأمراض المعدية. فقد وصل عدد الحوامل التى تتراوح أعمارهم ما بين 10 و14 عاما إلى 16 ألفا فى عام 2004، كما أن عدد المصابات بأمراض معدية ناتجة عن الاتصال الجنسى وصل إلى 16 ألفا. وتقول جانيت كولينز مديرة مركز مكافحة الأمراض إنه من المؤسف أن ترتفع معدلات الحمل بين المراهقات ومعدلات الإصابة بالأمراض المعدية رغم التوعية الصحية والسياسة التعليمية المتبعة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. ورغم أن التقرير لم يشر إلى الأسباب التى أدت إلى ارتفاع هذه المعدلات، إلا أن الجماعات المؤيدة لتدريس التربية الجنسية فى المدارس ترى فى هذا التقرير دليلا على فشل السياسات التى تخجل من تدريس كيفية استخدام وسائل منع الحمل، وتركز على تجنب الاتصال الجنسى. فهى تعتبر هذا التقرير بمثابة «جرس إنذار» ينبه إلى احتياج المراهقين للتوعية الصحية وثقافة جنسية مناسبة لجميع الأعمار. ولكن المعارضين لهذه الجماعات يرون أن هذا التقرير ينبه إلى أهمية التركيز على تشجيع المراهقين على عدم ممارسة الجنس قبل الزواج. وتقول كريستى هامريك التى تدافع عن الزواج التقليدى وتهاجم التعليم الليبرالى أن الرسالة التى يمكن استنتاجها من هذا التقرير أن هاجس الجنس يسيطر على المجتمع، وتدافع عن السياسة التعليمية التى تتبنى تربية جنسية تقوم على أساس التركيز على حث المراهقين عن الامتناع عن ممارسة الجنس باعتبارها أفضل طريقة لخفض معدلات الحمل بين المراهقات. فهى ترى ضرورة اتباع سياسة عامة واحدة فى التعامل مع ما يضر المراهقين، ففيما يتعلق بتعاطى المخدرات وإدمان الخمر، يتم تعليم الأطفال أن هذه الأشياء تعرض صحتهم وحياتهم للخطر، ومن الغريب ألا تتبع نفس السياسة فيما يتعلق بالتربية الجنسية.