كشفت مصادر دبلوماسية عربية وغربية ل«الشروق» عن محاولات لتشكيل قوة عربية إفريقية تساهم فى تأمين الانتخابات البرلمانية الليبية المزمع إجراؤها 25 يونيو المقبل، الوقت الذى تتفق فيه جميع الجهات المعنية فى القاهرة، على ضرورة تفادى أى تورط فى الصراع أو الانحياز إلى أى طرف من أطرافه مع الحرص على تأمين الحدود كأولوية أولى. وبحسب مصدر سيادى مصرى، فإن التدهور السريع للأوضاع فى ليبيا يثير القلق من اندلاع حرب أهلية «لو اندلعت سيستحيل إبقاؤها داخل ليبيا بالنظر لتدفق الأموال والمسلحين على ليبيا للمشاركة فيها بدعم من أطراف اقليمية وعبر كل دول المنطقة بلا استثناء». وفيما أكدت المصادر الدبلوماسية العربية والغربية، أن فكرة تشكيل قوة عربية أفريقية، «مازالت فى مهدها وتواجه صعوبات كبيرة فى الترويج لها نظرا للموقف المصرى الحاسم بشأن رفض التورط بأى صورة مباشرة فيما يجرى على الأرض الليبية»،- يرى مراقبون أن الأزمة الليبية دخلت مرحلة جديدة وخطيرة تماما بظهور اللواء متقاعد خليفة حفتر قائد ما يعرف ب«الجيش الوطنى الليبى» وإعلانه تشكيل الجيش الوطنى الليبى وتجميد المؤتمر الوطنى (البرلمان الليبى المؤقت) وإعلان الكثير من تشكيلات الجيش الليبى الانضمام إلى حركته. وتضيف: «القاهرة، وجميع العواصمالغربية والعربية المعنية بتطورات الوضع الليبى، يدركون أن حفتر لن يستطيع تحقيق حسم عسكرى للمواجهة الحالية مع التنظيمات المسلحة المناوئة إلا من خلال دعم لوجستى هائل من قبل القوات الغربية، وهو ما يعتبره دبلوماسيون غربيون فى القاهرة «أمرا مستحيلا» وبحسب أحدهم فإنه «لا يمكن للغرب التدخل كل يوم فى ليبيا والوضع هناك أصبح كارثيا على احسن تقدير». وبحسب الدبلوماسيين أنفسهم فإن الدول الغربية يمكن فقط أن تناقش إمكانية دعم أى تحرك عسكرى إقليمى لاحتواء الموقف فى ليبيا. وقال حفتر، فى تصريحات لقناة روسيا اليوم، نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، أمس، إنه «يرغب فى تسليم قيادات تنظيم الإخوان الهاربين بليبيا إلى مصر». قال اللواء خليفة حفتر الذى يقود عملية «الكرامة» ضد إسلاميين مسلحين ببنغازى، إن القوات التى انضمت إليه حتى الآن «تقارب ال70 ألف جندى»، مؤكدا أن «سلاح الجو والبحرية وسلاح الدفاع الجوى والقوات البرية الليبية انضمت إلى عملية الكرامة»، مشيرا إلى أنه يجرى ترتيب الأمور وتخطى جميع المشكلات لإعادة تنظيم الجيش تنظيما جديدا وتزويده بأسلحة حديثة.