«الشروق» ترصد أسباب تعطل النفق من داخل غرفة التحكم الفنيون: تخفيض الرواتب وغياب الصيانة وقطع الغيار سبب الأزمة.. ومطالب بعودة تبعيته لوزارة النقل محافظ القاهرة: ندرس مع المالية مشاكل العمال ونقص الموارد ليعمل بكامل طاقته انقطاع التيار الكهربائى وتعطل أجهزة التهوية أعطال تكدر المواطنين فى طريقك إلى نفق الأزهر، أصبحت على موعد متكرر مع «مشوار علقة»، وانتظار فى النفق لدقائق قد تطول لنصف ساعة أو تزيد.. يسأل الجميع عن سبب تعطل النفق وبطء حركته، ولا يسمع أحد إجابة مقنعة عن أسباب تعطله، ليكون الاختناق وطول الانتظار ردا واقعيا لعابرى النفق. كان الهدف من مشروع نفق الأزهر تسهيل حركة المرور وإيجاد شريان جديد يربط بين عدة مناطق بالعاصمة، لكن حدث أن تحول النفق لأزمة كبرى بالعاصمة، بعد تعطل أجهزة التهوية أو المراقبة، وانقطاع التيار الكهربائى عنه، على فترات متكررة ومتتابعة، ما يتسبب فى تكدس مرورى بعدة مناطق، خاصة بعد تكرار الأمر بشكل ملحوظ، حيث تعطل النفق الأسبوع الماضى أكثر من مرة، لأسباب متعددة: عطل فى التيار الكهربائى مرة، ترتب عليه زحام مرورى بشارع صلاح سالم والأزهر وميدان الأوبرا، وانقطاع تام للتيار الكهربائى عن النفق، ما تسبب فى إغلاقه من الجانبين لمدة ساعتين، تعرضت العاصمة خلالهما لحالة من الشلل المرورى التام. «الشروق» توجهت لغرفة التحكم بالنفق، وتواصلت مع العاملين بالنفق لترصد أسباب تعطله. قال أحد العمال، رفض ذكر اسمه، «أعمل فنيا بغرفة التحكم للنفق، كنا فى السابق نتبع الهيئة القومية للأنفاق، وفجأة نقلت الحكومة تبعيتنا لمحافظة القاهرة، ومن يومها وأصبحنا نتعرض لإهمال شديد، كما تم تخفيض رواتبنا». وقال عدد من العمال بالنفق إنهم نظموا وقفات احتجاجية عديدة اعتراضا على سوء أوضاعهم الاجتماعية بعد نقل تبعيتهم لمحافظة القاهرة، وطالبوا مرارا بتحسين أوضاعهم. ويضيف أحدهم «الحكومة لم تستجب لمطالبنا، وبدلا من ذلك ألقت القبض على ثلاثة من زملائنا أثناء وقفة احتجاجية». تحدث العمال أيضا عن نقص الموارد المالية اللازمة لعمليات الصيانة الدورية للنفق، خاصة الصيانات المتعلقة بالكهرباء والتشغيل والتهوية. وأضاف العامل: النفق تعرض لإهمال شديد الفترة الأخيرة من غياب الصيانة، لفترات طويلة، وعدم تحديث وسائل التهوية والمراقبة، وتطوير أنظمة التحكم والإضاءة بداخله، وهذا ما يتسبب فى الأعطال التى تصيب النفق الفترة الأخيرة. وقال المهندس رمضان محمد، الذى يعمل بإدارة النفق منذ سنوات: تقدمنا منذ أسابيع بمذكرة للمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، لرفع المعاناة الواقعة على جهاز تشغيل نفق الأزهر والعاملين به، بسبب إهمال محافظة القاهرة لصيانته، وللمطالبة بنقل تبعية رئاسة النفق من محافظة القاهرة إلى وزارة النقل، بعد خصم جزء كبير من رواتبنا. وأضاف رمضان: العاملون داخل نفق الأزهر لا يؤدون وظائفهم بكامل طاقتهم، لقيام محافظة القاهرة بتخفيض رواتبهم، وهو ما تسبب فى انصراف العمال عن العمل والبحث عن عمل إضافى بجانب عدم توفير قطع الغيار اللازمة للصيانة بشكل مستمر، كما أن هناك حالة من الإحباط بين العاملين بالنفق، خاصة وأن الهيئة القومية للأنفاق أكدت أثناء نقل تبعيتنا منها لمحافظة القاهرة، إننا سنتقاضى نفس الرواتب، وهو ما لم يحدث». عامل آخر، امتنع عن ذكر اسمه، قال: «جهاز تشغيل نفق الأزهر له كادر خاص، تم وضعه من الهيئة القومية للأنفاق، وتم نقل النفقين إلى محافظة القاهرة والمعاملة على نفس الكادر طبقا لمحضر التسليم، مع العلم أن معظم العاملين بالنفق موجودون منذ إنشائه فى 2001، ولكننا فوجئنا بتخفيض رواتبنا لتصبح 1900 جنيه للمهندس المعين من 2001 بعد أن كان 3500، والفنى الذى يعمل منذ 12 عاما أصبح راتبه 1400 جنيه، بعد أن كان يتقاضى 2400 جنيه، والإدارى تم تخفيض راتبه من 3000 إلى 1600 جنيه. وقال «إنه منذ تسليم النفقين إلى محافظة القاهرة لم يتم طرح أى مناقصة لشراء قطع الغيار الرئيسية لأجهزة التشغيل والمعدات بالنفق مما أدى إلى نفاد معظم قطع الغيار الموجودة بالمخازن». من جانبه أكد محافظ القاهرة الدكتور جلال السعيد ل«الشروق» أن المحافظة اتخذت الإجراءات اللازمة لتحديث نظم الحريق والتهوية والتحكم الالكترونى بالنقق، بعد تفقده لنفق الأزهر منذ عدة أيام، وطالب برفع كفاءة نظام التحكم وتوفير كافة قطع الغيار الأصلية لضمان سير العمل دون توقف خاصة الأجهزة المسئولة عن التهوية، والإمداد بالكهرباء، وقياس التلوث التى تعمل آليا وأكد المحافظ خلال الزيارة أن وزارة المالية هى من قامت بتخفيض رواتب العاملين بعد نقل تبعيتهم للمحافظة، وأنه سيبحث الامر مع وزارة المالية لتحقيق مطالب العاملين، وتوفير ما يحتاجونه للقيام بعملهم بشكل كامل.