اشتبك انفصاليون مسلحون مؤيدون لروسيا مع ميليشيا أوكرانية في شرق البلاد اليوم الجمعة، مما أدى لمقتل شخصين على الأقل وتفاقم التوتر قبل الانتخابات الرئاسية التي دعي إليها لوضع حد للاضطرابات العنيفة المستمرة منذ ستة اشهر. ويأمل قادة كييف المؤيدون للغرب أن تؤدي الانتخابات التي ستجرى يوم الأحد لتحقيق الاستقرار في الجمهورية السوفيتية السابقة بعد أن أطاحت الاحتجاجات الشعبية بالرئيس المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش مما سبب سلسلة من الأحداث أدت لأسوأ أزمة بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة. وسيدرس الزعماء الأوروبيون يوم الثلاثاء اتخاذ خطوات ضد روسيا إذا رأوا أن موسكو عرقلت الانتخابات. وتتراوح هذه التحركات بين فرض قيود على استيراد السلع الكمالية وحظر على النفط والغاز. ووعدت السلطات الأوكرانية بتعليق العمليات ضد الانفصاليين يوم الانتخابات التي وصفت بأنها الأهم منذ الاستقلال عن موسكو قبل 23 عاما لكن اشتباكات اليوم تبدو مؤشرا على أن العنف قد يلقي بظلاله على الحدث. وشاهد مراسل لرويترز جثتين بعد تبادل إطلاق النار الذي استمر ثلاث ساعات في الصباح بين مقاتلي الدفاع الذاتي الأوكرانيين وانفصاليين كانوا يديرون نقطة تفتيش في منطقة ريفية غربي مدينة دونيتسك الصناعية الكبرى. وقال رئيس الوزراء المؤقت أرسيني ياتسينيوك خلال محادثات مع اثنين من وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بينما أبدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد كاثرين اشتون تأييدها لكييف والانتخابات التي ستجريها: «نحن مصرون على إجراء انتخابات نزيهة وشفافة». وأضاف أنه رغم خطط الانفصاليين لتعطيل الانتخابات في المناطق الشرقية التي يسيطرون عليها فانه يعتقد أن غالبية الناس ضد «الإرهابيين» ويدينون أفعالهم. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في كلمة بسان بطرسبرج إن أوكرانيا بالفعل تخوض حربا أهلية. وتساءل بوتين خلال منتدى دولي للأعمال: «الحرب الأهلية تستعر في أوكرانيا. لكن لماذا يتم إلقاء مسؤولية ذلك علينا؟». وبعد الإطاحة بيانوكوفيتش في فبراير شباط ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الاوكرانية لأراضيها ونشرت آلاف الجنود ووضعتهم في درجة الاستعداد للقتال قرب الحدود مع أوكرانيا في الوقت الذي استولى فيه انفصاليون مسلحون مؤيدون لروسيا على مبان استراتيجية في الشرق. وتنظر روسيا بارتياب لزعماء أوكرانيا وسياساتهم المؤيدة لأوروبا والتي قد تبعد الجمهورية السوفيتية السابقة عن دائرة الهيمنة الروسية وتنفي اتهامات كييف لها بأنها تقف وراء الحركات الانفصالية في المناطق الشرقية التي يغلب على سكانها الناطقون بالروسية.