لليوم الثانى على التوالى انتشرت قوات التدخل السريع التابعة لمديرية أمن القاهرة بجميع الشوارع والميادين الرئيسية والفرعية بالعاصمة لضبط الحالة الأمنية ورصد العناصر الخارجة عن القانون وتأمين المواطنين والمنشآت العامة والحيوية والأكمنة المرورية.. قضت «الشروق» ليلة كاملة مع القوات التى يبدأ عملها من منتصف الليل وحتى السادسة صباحا، جابت بصحبتهم الشوارع بدءا من منطقة الدراسة حتى ميدان رمسيس مرورا بميدان الأوبرا. الرحلة بدأت من معسكر الدراسة 12 ليلا وانتهت فى رمسيس 6 صباحا اللواء خالد عبدالحميد: القوات عالية التسليح لمواجهة الإرهابيين والمجرمين ..ودورنا حفظ الأمن وليس فض مظاهرة ولا تفريقها
فى الساعة 12 عند منتصف الليل اطلقت سيارة النجدة سارينة الانطلاق من منطقة الدراسة لتبدأ معها جميع القوات التحرك ببطء فى اتجاه شارع الأزهر لتتمركز بعدها فى ميدان الموسكى. كانت هذه هى الجولة الاولى للقوات لمسافة لا تتجاوز كيلو متر واحد كانت خلالها أعين اكثر من 40 ضابطا ومجندا ترصد الحالة الأمنية فى ترقب شديد حتى منطقة التمركز والتى بها كمين ثابت على بعد امتار ليصبح الميدان اشبه بالثكنة العسكرية ولكن القوات ظلت داخل السيارات نظرا لهدوء الوضع الأمنى. وكان كل من يمر من المواطنين يحث القوات على الثبات وهو ما قابله الجنود والضباط بالشكر.. لم تنقطع الاتصالات اللاسلكية بين قادة القوات واللواء على الدمرداش مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة لإخطاره بجميع التحركات والتمركزات. بعدها تحركت القوات فى الواحدة صباحا لتبدأ المرحلة الثانية بالاتجاه لميدان الأوبرا لتفقد الحالة الأمنية بشارع 23 يوليو وميدان طلعت حرب، ووسط دوى صفارات سيارات الشرطة خرج عدد من الاهالى من الشرفات يلوحون للقوات بعلامات النصر، وقبل وصول عناصر الأمن لنقطة التمركز بميدان الاوبرا أغلقت احدى اشارات المرور ولم تمر القوات بالرغم من خلو الشارع احتراما لها. تمركزت القوات بميدان الاوبرا للمرة الثانية قبل انطلاقها مرة اخرى فى الثالثة صباحا للتجول بمناطق التحرير وجاردن ستى وقصر العينى وقصر النيل لتستقر بعدها فى الرابعة صباحا بشارع رمسيس فى كمين ثابت حتى السادسة صباحا تنسحب بعدها القوات ليبدأ يوم جديد لقوات الشرطة المرورية والنظامية. من جهته، قال اللواء خالد عبدالحميد وكيل الإدراة العامة لقوات امن القاهرة ل«الشروق» إن قوات التدخل السريع تتبع قوات امن القاهرة وتم تخصيصها للانتشار والتدخل السريع بشوارع واحياء وسط القاهرة على أن يتم تعميمها على مستوى العاصمة خلال الايام المقبلة، مضيفا أن الاجهزة الامنية وضعت خطة امنية جديدة بإشراف اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية تهدف إلى تكثيف التواجد الأمنى فى مختلف أرجاء العاصمة لبث الطمأنينة لدى المواطنين. وأشار إلى انها قوات عالية التسليح من حيث المركبات الشرطية والأسلحة المزودة بها لمواجهة الإرهاب والخارجين عن القانون ومطاردة العناصر الخطرة، مؤكدا أن عناصرها تم انتقائها من افضل العناصر الأمنية من حيث الضباط والجنود وتم تدريبهم على اعلى المستويات وفى وقت قصير للتعامل السريع فى حالات الطوارئ والدفاع والهجوم. وكشف أن قوات الانتشار السريع مكونة من مدرعة عالية التجهيز وسيارة نجدة يستلقها ضباط وأفراد شرطة مؤهلون للتعامل الفورى والاستجابة السريعة لتكون حلقة اتصال وربط بين كل المواقع الشرطية المختلفة على مستوى العاصمة وسيارة مسلحة يستقلها مجموعة قتالية وأخرى يستقلها ضباط وعدد من أفراد قوة مباحث القاهرة والمرور للتعامل مع المارة وفحص السيارات وضبط المخالفين للقانون، لافتا إلى أن هذه القوات تتحرك وفق خطة تتغير يوميا. وأضاف وكيل الإدراة العامة لقوات الأمن القاهرة أن مهام قوات الانتشار السريع هى المرور بطرق ومحاور وشوارع وسط العاصمة من الساعة ال12 بعد منتصف الليل وحتى السادسة صباحا، مؤكدا انه سيتم تعميم هذه التجرية على باقى القطاعات الأمنية بالعاصمة خلال الأيام القليلة القادمة. وعن كيفية التعامل الأمنى قال إنه فى حالة ظهور علامات الربية والخوف على احد المارة سوف تستوقفه القوات وتتعامل معه بفحصة امنيا عن طريق رجال البحث الجنائى، وفى حالة عدم انصياعه للأوامر الأمنية سيتم تصنيفه ضمن العناصر الخطرة والمطلوبة أمنيا ويبدأ تحذيره بالاستيقاف سواء كان مترجلا ام قائدا لسيارة، حيث يتم التحذير الصوتى اولا وفى حالة استمراره فى السير يتم اجباره على التوقف عن طريق اطلاق الاعيرة النارية التحذيرية واذا استمر المشتبه به فى التقدم أو محاولا الهرب يتم التعامل معه فورا طبقا للقانون باستيقافه عنوة عن طريق اصابته بإحدى ساقيه، كما تنص مواد القانون اما اذا استمر فى الهرب سيتم اطلاق الاعيرة النارية بكثافه تجاهه لإجباره على التوقف لفحصه. وعن دور القوات فى التصدى للتظاهرات قال عبدالحميد إن دور القوات الأمنية يقتصر فقط على متابعة الحالة الأمنية وضبط الخارجين على القانون دون التدخل فى فض تظاهرة أو تفريقها، حيث يتم وقتها اخطار قوات فض الشغب بالموقف الامنى واستدعائها للتعامل مع الموقف، مشيرا إلى أنه على رغم جاهزية قوات التدخل السريع الا أن القوة ليست مزودة بخبير مفرقعات أو أجهزة للكشف عنها ففى حالة الاشتباه بوجود سيارة تحوى قنبلة أو جسم غريب ملقى على جانب الطريق سيتم التنسيق مع غرفة العمليات المركزية واخطار قسم المفرقعات لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وأكد العقيد غاندى مقلد مشرف عام القوات أن عمل القوات مستمر ضمن خطة امنية تم وضعها لتأمين المنشآت الحيوية ولن يرتبط عمل القوات بالحالة السياسية وهى مستمرة فى عملها حتى بعد انتهاء مرحلة انتخابات الرئاسة. وأوضح أن المنظومة الأمنية فى تطور مستمر حتى القبضة بيد من حديد على جميع العناصر الخارجة على القانون والإرهابية ،كما أن الهدف من تلك الخطط عودة الأمن فى أقرب وقت ممكن. حكاية المدرعة «شيربا» النقيب شريف عماد من قوات الإدارة العامة لأمن القاهرة وأحد ضباط قوات الانتشار السريع قال إن أسرته لا تعرف مكانه ولكنها فى قلق لغيابه طوال الليل بالعمل. وعن دور المدرعة «شيربا» التى تلقى تدريباته القتالية عليها لمدة شهر كاملا، قال انها تم استيرادها من فرنسا منذ شهور ويقودها ضباط شرطة وهى عالية التسليح يستخدمها طاقم مكون من ضباط و4 افراد مدربين تدريب قتالى عال من خبراء فرنسيين مكثوا على تدريب طاقمها قرابة الشهر داخل احدى قطاعات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، مشيرا إلى أن المدرعة لاتتأثر بإطلاق النار حتى لو تم استهدافها بقذائف آربى جى أو قنابل، كما انها تتميز بسرعتها وسهولة تحركها فى المناطق الصحراوية الواعرة والزراعية على حد سواء مما يسهل عليهم عمليات مطاردة الإرهابين والخارجين عن القانون. المجند والاستشهاد ذو قوة جسمانية وقامة عالية يرتدى زيا اسود ونظارة رؤية ليلية ومسلح بسلاح آلى سريع الطلقات خلف قناع هى ملامح جندى قوة التدخل السريع الذى يتخذ موقعه داخل السيارات ال3 والتى تستخدمها القوات للتحرك السريع والتعامل الفورى للرد على اى هجوم مفاجئ من اية عناصر خارجة عن القانون. وتقف السيارات المتحركة بإحدى مناطق التمركز المتفق عليها ضمن خطة التحرك ليقوم الجنود بفرض طوق أمنى موسع حول زملائهم مهمته الدفاع وصد الهجوم. «من ساعة ما دخلت الشعبة وأنا فرحان».. هكذا وصف المجند محمد طوسن 23 عاما حالته منذ اختياره للانضمام لشعبة التدخل السريع التى أنشئت حديثا وبسرعة كبيرة. وأوضح أن العمليات التدريبات القتالية التى تلقاها مع زملائه المجندين بالاشتراك مع عدد كبير من الضباط كانت مكثفة وفى وقت قليل منها اطلاق النار السريع على جميع الاهداف الساكنة والمتحركة واقتحام المنشآت العامة وتحرير الرهائن والتعامل الفورى مع الطوارئ جعلتهم جميعا مؤهلين لأى مهمات قتالية أو دفاعية وخاصة بعد تزويدهم بسيارات حديثة ومجهزة للدفاع والمطاردة. واشار طوسون إلى أنه قضى عامين من فترة تجنيده ويتبق له عام، مؤكدا أن مشهد استشهاد زملائه لا يفارقه، مؤكدا أنه مستعد للتضحية بروحه مثلهم من أجل استقرار. ونفى المجند بكر معاذ 25 عاما علمه أهله بدوره حيث يكتفون بالدعاء له ولمصر