قال المبعوث الأمريكي الخاص للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية السفير مارتن إنديك، إن عملية السلام في الشرق الأوسط لم تنته على الرغم من تعليق المفاوضات في المرحلة الحالية. وشبه انديك الجمود الذي يعتري المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية حاليا بالمأزق الذي واجه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر خلال رحلاته المكوكية التي جرت بين إسرائيل ومصر للتوصل إلى اتفاق فض الاشتباك عام 1975، ما أدى إلى إعلان كيسنجر حينئذ التراجع، وظن الجميع انقضاء كل الجهود، ولكن بعد أشهر قليلة استؤنفت المباحثات وتم التوصل إلى اتفاق. وأضاف أنديك- في كلمة ألقاها خلال مؤتمر نظمه معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى حول التحديات التي تواجه الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط- أن ما حدث في السنوات الماضية ربما يتكرر حاليا، لكنه أشار إلى أن الملابسات المحيطة بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، اليوم، ربما تكون أسهل في بعض الجوانب وأصعب في البعض الآخر عن ما كانت عليه المباحثات التي توسط فيها كيسنجر. وقال السفير الأمريكي إن المناخ الدولي أصبح أفضل اليوم، خاصة أن الحرب الباردة قد انتهت، ولم يعد هناك مجال للتخوف من أن يشعل الصراع في الشرق الأوسط مواجهة بين القوى العظمى. وأضاف أن الأهم أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يتجنبان حاليا اتخاذ أي خطوة يمكن ان تؤدي إلى تصعيد الموقف، ليصبح خارج السيطرة، مشيرا إلى أنه منذ أن تم تعليق المفاوضات مارس الجانبان ضبط النفس وهو أمر يجب أن يستمر. وقال إنديك إنه على الرغم من أن الجانبين أبديا مرونة خلال الأشهر التسعة من المفاوضات، والتزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتحقيق السلام، إلا أن الجانبين لم يستطعا حتى الآن اتخاذ القرارات اللازمة للمضي قدما نحو الوصول إلى تسوية الوضع النهائي. وأعرب المبعوث الأمريكي عن أمله ألا يستمر توقف المفاوضات خمسة أشهر، كما حدث أيام وزير الخارجية كيسنجر، وتمنى أن يستطيع الرئيس عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تذليل العقبات التي تعرقل حاليا مسار المفاوضات، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري على استعداد للمشاركة مرة أخرى في محاولة جادة لإيجاد سبيل لتحقيق السلام، وإقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب خاصة أنه ليس هناك أي حل آخر.