استمعت محكمة جنايات القاهرة التى تنظر قضية «اقتحام السجون» إلى شهادة المسئول السابق عن ملف جماعة الإخوان المسلمين بجهاز أمن الدولة أمس والذى أكد تنسيق «الجماعة» مع حركة حماس والتنظيم الدولى للإخوان لاقتحام السجون المصرية بهدف إشاعة الفوضى وتهريب المعتقلين من قيادات ورموز الإخوان بعد اتفاق بينهم فى تركيا قبل ثورة يناير يستهدف مساندة الإخوان للوصول إلى الحكم. وسرد الشاهد تفاصيل القبض على قيادات الإخوان إبان أحداث الثورة وكذلك التحريات التى أجرها الشهيد الضابط محمد مبروك حول أنشطة الجماعة وتحركاتها. ويحاكم فى القضية الرئيس المعزول محمد مرسى ومرشد جماعة الإخوان محمد بديع و129 آخرون من أعضاء مكتب الإرشاد والتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، وعناصر من حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبنانى بتهم اقتحام السجون وتهريب مساجين واختطاف وقتل ضباط وأفراد بالشرطة إبان ثورة 25 يناير. دخل المتهمون قفص الاتهام الزجاجى بقاعة المحاكمات بأكاديمية الشرطة، وظهر 22 من قيادات الإخوان بالبدلة الزرقاء بعد حبسهم سنة مع الشغل لإهانتهم المحكمة، وأدار المتهمون ظهورهم للمحكمة ورفعوا أيديهم بإشارة رابعة العدوية واستقبلوا الرئيس المعزول عند دخوله القفص المجاور بالهتاف «اثبت اثبت يابطل سجنك بيحرر وطن.. واثبت يا شعب معاك رئيس حديد». ومع صعود المحكمة إلى المنصة برئاسة المستشار شعبان الشامى مثل اللواء عادل حلمى محمد عزب مسئول الملف الإخوانى سابقا بجهاز أمن الدولة، والذى قال فى شهادته: «وردت إلى معلومات يوم 30 يناير عن تعرض سجن وادى النطرون للحرق فكلفت الضابط محمد أبوزيد بمكتب أمن الدولة بمدينة السادات للانتقال إلى السجن لوجود 34 معتقلا إخوانيا به، وبالفعل انتقل أبوزيد ثم أبلغنى بأنه اتصل بأحد العناصر الإخوانية وبعد إنكار وجوده بالسجن أخبره بأنهم حرروا المعتقلين الإخوان» بحسب وصفه. وتابع الشاهد: «ثم أبلغنى أبوزيد أن السجن اقتحم من عناصر بدوية وإخوانية بالمنطقة وعناصر ملثمة أثبتت التحريات أنهم من حركة حماس». وعن سبب اعتقال المتهمين الإخوان فى هذا التوقيت، قال الشاهد إن قرار الاعتقال صدر من وزير الداخلية آنذاك حبيب العادلى لدواع أمنية ولعرضهم على نيابة أمن الدولة بناء على محضر التحريات الذى سطره الشهيد محمد مبروك، وأشار إلى أن أمر الاعتقال صدر شفهيا حسب معلوماته وتم القبض على 34 قياديا إخوانيا من المحافظات المختلفة وتم إيداعهم بمقر أمن 6 أكتوبر نظرا لحالة الانفلات الأمنى قبل ترحيلهم إلى سجن وادى النطرون. وأضاف الشاهد: «كوادر إخوانية نسقت مع عناصر من حزب الله ومجموعات البدو واقتحموا السجن باللوادر والأسلحة الثقيلة ونجحوا فى اقتحامه بالتزامن مع اقتحام السجون الأخرى مثل أبوزعبل». فسألت المحكمة الشاهد هل كان للمتهمين صلة ودور بعملية الهروب من السجن؟ فأجاب الشاهد أن المعلومات الأولية أكدت أن هناك حريقا نشب داخل السجن لإحداث حالة من الهرج والمرج، مشيرا إلى أن الإخوان المعتقلين كان لهم دور فى إشعال الحريق. ثم سألته المحكمة عن أقواله فى التحقيقات بوجود علاقة بين تنظيم الإخوان وحركة حماس؟ فأجاب المتهم: نعم هناك علاقة تنظيمية فحماس أحد أجنحة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان وتعد جناحها العسكرى وثبت ذلك فى وثائق عدة. فسأل دفاع المتهمين هل كان يعلم آخرون بخلاف أمن الدولة بانتقال المتهمين إلى سجن وادى النطرون؟ فأجاب الشاهد: نعم فالمتهمون أكثرهم من أعضاء مكتب الإرشاد وكانت هناك عناصر من تنظيم الإخوان على علم بالتحركات ويتابعون العناصر المقبوض عليها. مضيفا: كانت هناك إشارت من المتهمين إلى الضباط بأن وقت حبسهم لن يطول وأنهم سيخرجون. ومن داخل القفص نادى مرسى على الشاهد قائلا: «هل تم الاتفاق بين ال34 معتقلا ومن اقتحموا السجن»، فنهره القاضى وقال له «لا تتكلم إلا بإذن المحكمة وأنا سألته السؤال ذاته». فرد الشاهد على سؤال مرسى بعد أن أذنت له المحكمة قائلا: «على حد معلوماتى لا أقدر أن أجزم بأن مجموعة ال34 اتصلت بعناصر خارجية لكن معظمهم أعضاء بمكتب الإرشاد الذى على اتصال بالتنظيم الدولى. ثم عاد مرسى للحديث قائلا للمحكمة: «عادل عزب كان مسئول الإخوان فى هذا التوقيت وسيقول الحق، وعليه أن يجاوب هل محمد أبوزيد هو من أخبره بأننا أشعلنا الحريق»، فسألت المحكمة الشاهد هل المصدر هو محمد أبوزيد فأجاب ليس هو، فرد مرسى أن الشاهد ليس له علاقة إلا بالضابط محمد أبوزيد، فطلب القاضى من مرسى أن يكف عن الحديث». فاعترض الدفاع على إجابات الشاهد، فأخبرهم رئيس المحكمة أن الشاهد يقول ما يشاء ولو رأى الدفاع أن هناك تناقضا فى أقواله فيمكن للدفاع أن يستفيد منها. فسأله الدفاع بصفتك المسئول عن ملف الإخوان بم تفسر عدم اقتحام سجن طرة الذى كان محبوسا فيه خيرت الشاطر؟ فأجاب أعتقد أنه كان هناك محاولات لاقتحامه ولكن تم السيطرة على الموقف، ثم سأله الدفاع هل تم تحرير محاضر بمحاولات الاقتحام لسجن طرة فرد الشاهد لا أعتقد. فسأله الدفاع إنك قررت أن أمر الاعتقال صدر شفويا فمن أصدره؟ فأجاب الشاهد تلقيت أمر الاعتقال من رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الذى تلقى الأمر من وزير الداخلية. وجاء الدور على المحامى أسامة مرسى نجل الرئيس المعزول ليسأل الشاهد: بعد علمك باقتحام سجن أبوزعبل ما هى الإجراءات التى اتخذتها تجاه المتهمين فى سجن الإخوان المسئول عنهم فى سجن وادى النطرون؟ فأجاب الشاهد بأن حالة الانفلات الأمنى هو ما أجبرنا على وضعهم بمقر 6 أكتوبر ثم نقلهم إلى سجن وادى النطرون وليس من اختصاصى اتخاذ التدابير الأمنية لحماية السجون. وفى معرض إجابته عن أسئلة المحكمة ودفاع المتهمين قال الشاهد: «إن هناك عناصر من حركة حماس دخلت إلى مصر من خلال الأنفاق مستقلة سيارات دفع رباعى أطلقت أعيرة نارية فى سيناء وتعدت على الأماكن الشرطية سيناء، وأن المعلومات التى وصلت الينا أفادت بأن عناصر من البدو والعناصر الإخوانية بمنقطة وادى النطرون وعناصر ملثمة من حماس نفذت الاقتحام. وأضاف أنه لا يستطيع تحديد المسئول عن تأمين حدود مصر مع قطاع غزة فى هذا التوقيت، فهناك قوات بسيناء تسأل فى ذلك، فسأله القاضى هل كانت الأنفاق «سائبة» إلى هذا الحد؟ فأجاب الشاهد «للأسف كان هناك انفلات والعملية سايبة». وعن المعلومات التى تم اعتقال المتهمين بسببها، أكد الشاهد أنه كان من المفترض عرض المتهمين على نيابة أمن الدولة بناء على إذن صادر إلى الشهيد الضابط محمد مبروك، مشيرا إلى أن مبروك حصل على إذن من النيابة لتسجيل الاتصالات بين المتهم محمد مرسى وأحمد عبدالعاطى. فسأل مرسى من داخل القفص من هو أحمد عبدالعاطى؟ فأجاب الشاهد بأنه من العناصر الإخوانية الهاربة فى تركيا وعقب الثورة عاد إلى مصر وتقلد منصبا برئاسة الجمهورية. وعقب ذلك استمعت المحكمة لأسئلة من المتهمين فسأل محمد البلتاجى عن الإجراء القانونى الذى اتخذه الشاهد وهو مسئول الملف الإخوانى إزاء 9 من المتهمين الماثلين حينما صاروا أعضاء فى البرلمان ومن بينهم سعد الكتاتنى رئيس المجلس، فأجاب الشاهد بأن جهاز أمن الدولة السابق تم اقتحامه ولم يكن له دور فى هذا التوقيت وأنه تم استبعاده من الجهاز لإحدى المؤسسات الشرطية. انفعل البلتاجى فى أسئلته فطالبه القاضى بأن يخفض صوته قائلا: «صوتك عالى قوى ومسمع ميدان العباسية» فرد البلتاجى: «أنا نفسى الناس كلها تسمع الفضيحة دى» فطالبه الدفاع بضبط النفس وسأل صبحى صالح الشاهد كيف علمت أن حركة حماس هى جناح عسكرى الإخوان؟ فأجاب بأن هذه المعلومات جاءت من داخل التنظيم بعد استخدام حماس كغطاء على عمليات التدريب التى قام بها أعضاء الجماعة، فسأل صالح: ما الفرق إذا بين حماس وكتائب القسام؟ فأجاب الشاهد: «إن هى إلا أسماء سميتموها» وتابع «فى البداية كانت حماس هى الجناح العسكرى للتنظيم ثم أصبحت كتائب القسام حاليا»