تعرض طفل فى الثامنة من عمره للتحرش خارج دار الأيتام التى يعيش فيها.. صرخ وجرى، وحكى للأم البديلة، فحررت محضرا بالواقعة فى قسم الشرطة، وقبض على المتحرش، وحرص الضابط على أن يرى الطفل المتحرش وهو مكبل بالكلابشات، وقال الضابط «مش عايزك تبقى متضايق». هذه الواقعة روتها ياسمين الحاجرى الاخصائية بجمعية وطنية لرعاية وتطوير دور الأيتام، لتؤكد أن هذا الطفل تحدث عما حدث له بعد أن أن شاهد فيلم كرتون عن التحرش اسمه «فيلم مهم جدا» عرضته الجمعية على أطفال دار الأيتام فى السن من 5 10 سنين. بعد عرض الفيلم تحدث أخصائيو الجمعية مع الأطفال عن «اللمسة الحلوة واللمسة الوحشة»، وشجعوا أصحاب الدار على الابلاغ عن هذه الوقائع «أصحاب دور الأيتام بيخافوا يبلغوا عن وقائع الاعتداءات أو التحرش، لأنهم بيخافوا على التبرعات» كما تقول ياسمين. لكن ياسمين أقنعت مدير الدار بأن يحكى الطفل ما حدث له لباقى إخوته فى الدار، وكانت المفاجأة أن الأطفال كلهم حكوا عن وقائع مشابهة حدثت لهم خلال لقاء مسئولى الجمعية وعدد من أصحاب ومشرفى دور الأيتام والمؤسسات الإيوائية، مع وزيرة التضامن الاجتماعى د. غادة والى، مؤخرا، اتفق الجميع على تبادل المعلومات حول الأشخاص الذين يثبت تحرشهم بأطفال الدور، من العاملين بهذه الدور حتى لا ينتقل المتحرش من دار إلى أخرى، دون أن ينتبه اليه أحد إلا بعد أن يكون قد مارس جرائمه مع الأطفال. هذه المعلومات عن المتحرشين كما تقول عزة عبدالحميد رئيسة الجمعية، ستوضع فى شكل قائمة سوداء عبر شبكة معلومات تتشارك فيها كل دور الأيتام والمؤسسات التى ترعى الأطفال. «من ستوضع أسماؤهم فى القائمة السوداء من العاملين السابقين فى دور الأيتام، يجب أن يكون قد ثبت قيامهم بهذه الاعمال عن طريق محاضر رسمية فى الشرطة» تقول عزة، حتى لا يرفعوا دعوات قضائية ضد الجمعية أو الدار. أما أولئك الذين لم يثبت وقائعهم بمحاضر رسمية، للحفاظ على سمعة الدور أو غيرها من الأسباب، فسيتم وضعهم فى قائمة أخرى، تحت مسمى هؤلاء لا يصلحون لرعاية الاطفال، دون ذكر أسباب، فقد يكون السبب الاصابة بأمراض مثل الصرع أو التوتر الشديد أو غيره كما حدث مع بعض الأمهات البديلات فى بعض الدور. شبكة معلومات دور الايتام تأتى ضمن مبادرة وطنية لوضع معايير قومية للمؤسسات الإيوائية فى مصر، لضمان جودة العمل داخل دور الايتام، ووضع رخصة لمزاولة مهنة رعاية الأطفال