العبوات الناسفة والسيارات المفخخة إحدى حلقات مسلسل العنف المستمر في مصر على مدار أكثر من 10 شهور، منذ إعلان خارطة الطريق في 3 يوليو من العام الماضي وكان آخرها التفجيرات بمنطقة الطور بجنوبسيناء، ومنطقة ميدان رمسيس. تحليلات الخبراء الإستراتيجيين، عبر المحطات الفضائية المختلفة لا تزال تدور في إطار واحد مفاده أن أعضاء تنظيم الإخوان بالتنسيق مع جماعة أنصار بيت المقدس يحصلون على الدعم المالي واللوجيستي من تنظيم القاعدة، لزعزعة الاستقرار في مصر قبل المضي قدما نحو الاستحقاق الانتخابي، لاختيار رئيس الجمهورية، والتأكيد على ضرورة أن تغير الداخلية من أسلوبها في مواجهة تلك العمليات النوعية والتركيز على تحركات الجيش المصري الحر عبر الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وليبيا. تويتر وفيسبوك شهد موقعا التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك حالة من السخط، بسبب تكرار العمليات التفجيرية، في كل يوم جمعة من كل أسبوع، وكان بعض النشطاء ورواد مواقع التواصل قد تناولوا الحكومة والداخلية والسيسي بانتقادات لاذعة تخللها بعض من التهكم والسخرية حول ارتباك الأوضاع الأمنية. قال أحد النشطاء ساخرا، إن «المشير عبد الفتاح السيسي لا يزال يغرد على هاشتاج (تحيا مصر) فهل من المنطقي أن يطلب المرشح الرئاسي من الملايين أن ينزلوا في الشوارع من أجل تفويض وفي نهاية المطاف يترك التفجيرات؟ ويداعب الجماهير على تويتر وفيسبوك تحت بند مناشدتهم بتحمل المسئولية معه في بناء الوطن». بينما صب أحد النشطاء تهكمه على أنصار الإخوان، قائلًا: «من المؤكد أن ما وقع من تفجيرات سوف يجعل مرسي يعود إلى الحكم ويصبح المصريون في حالة من الندم لمطالبتهم بعزل مرسي في 30 يونيو». وقال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي «أوجه رسالة لكل من يعد التفجيرات في مناطق مختلفة من أنحاء مصر .. الشعب المصري لم يعد له كتالوج واليوم الذي يمر على المصريين بدون تفجيرات يقولون لعل المانع خير». وشهد تويتر وفيسبوك آراء معارضة لما سبق، حيث قال أحدهم ساخرا: «المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، يقول، إن العمليات الإرهابية سوف تتوقف بعد الاستحقاق الانتخابي، والشرطة لم تقصر في عملها.. فكيف له أن يعلم بميعاد توقف التفجيرات، وأظن أنه وراء كل ما يحدث في مصر». وقال أحد النشطاء «يا ربعاوية أود أن أذكركم بأن الأمة الإسلامية تمر بالأشهر الحرم التي حرم الله فيها قتل النفس إذا كنتم تدعون الإسلام». وأَضافت إحدى الناشطات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ساخرة «بعد أن نوه المشير عبد الفتاح السيسي عن عقد لقاء تليفزيون في شهر مايو الجاري للتواصل مع الشعب المصري وإظهار جزء من ملامح برنامجه الانتخابي، حدث كم هائل من التفجيرات سواء في جنوبسيناء أو القاهرة، فماذا سيفعل الإرهابيون إذا فكر السيسي في عقد مؤتمر جماهير.. هل ينوون تفجير مصر كلها وجعلها كتلة من النار». وختم أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا: «لم نسمع أصوات المنظمات الدولية التي تدعي نضالها للحفاظ على حقوق الإنسان عندما وقعت التفجيرات واكتفوا فقط بملء الدنيا صراخا عند محاكمة عناصر تنظيم الإخوان وإصدار الأحكام الجماعية بالإعدام عليهم». ردود أفعال رسمية وخبراء أمنيون أدان مفتى الجمهورية وشيخ الأزهر في بيان رسمي، التفجيرات واستهداف المدنيين، مطالبين بإجراءات رادعة وسريعة وتعقب المسؤولين عن تلك التفجيرات. وقال الخبير العسكري والأمني، العميد خالد عكاشة، إن «ما حدث من تفجيرات في جنوبسيناءوالقاهرة يؤكد أن مصر أمام الموجة التصعيدية الثانية التي هددت بها حركة داعش وجماعة أنصار بيت المقدس؛ والدليل على ذلك بياناتهم المنشورة على فيسبوك، والتي كانوا يتحدثون خلالها عن استهداف قوات الجيش والشرطة بشكل مباشر ويحاولون إجهاض الوصول إلى محطة الاستحقاق الانتخابي وخارطة المستقبل». وأضاف «عكاشة»، من الممكن أن« يتم اعتبار ما حدث من تفجيرات في جنوبسيناء هو استهداف للنشاط السياحي». وأوضح في ختام حديثه قائلا: «تلك الجماعات الإرهابية كان من المفترض لها أن تقوم بأكثر من عملية والدليل ضبط الأجهزة الأمنية على سيارة تحتوي على قذائف آر بي جي وعبوات ناسفة بالقرب من مكان الحادث وهو التكتيك الجديد المتبع من حركة أجناد مصر التي تزرع العبوات بدائية الصنع بجوار نقاط أمنية كما حدث في ميدان النهضة ومصر الجديدة». وتابع، «فضلا عن تحالف دعم الشرعية الذي يتحدث بإشارات غامضة حول المشاركة في مظاهرات الجمعة وتحدث عن وجود عمليات إيمانية وبالتالي يقصد بها عمليات انتحارية وتتم بشكل ممنهج». وفي سياق متصل، قال عمار علي حسن، على فضائية إم بي سي مصر، إن «الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد قامت على ضفافها حركات إرهابية مسلحة مثل السماويين وأبناء الصعيد والواثقين من النصر وهو ما يسمى بالتنظيم الإرهابي الأسري». وأضاف «عمار»، «مثل هذه التنظيمات خرجت من عباءة الإخوان وبعض خلايا القاعدة التي انتشرت مؤخرا في مصر بعد حكم الإخوان والتنظيمات الصغيرة سوف تظل تفتعل تلك الهجمات العشوائية ضد الشعب المصري». عادل