قالت دراسة أصدرها مركز أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى التابع للجامعة العبرية إن صفقة الطائرات الروسية من طراز ميج 35 لمصر فى حال إتمامها ستكون حدثا له أهمية كبيرة على الوضع الاستراتيجى فى منطقة الشرق الأوسط، ودليل آخر على تراجع دور الولاياتالمتحدة فى المنطقة، وستكون نصرا استراتيجيا كبيرا لروسيا فى صراعها مع الغرب. وفى ما يتعلق بانعكاسات الصفقة على إسرائيل أشارت الدراسة إلى أن تزويد مصر بسرب أو سربين من طائرات الميج 35 لن تكون له أهمية كبيرة من الناحية التكتيكية، ولكن أهميته الاستراتيجية ستكون حاسمة وفاصلة على ضوء تفاقم الصراع بين روسيا والغرب، وبمثابة موطئ قدم جديد لروسيا فى مصر. وأشارت الدراسة إلى أن الولاياتالمتحدة لا تزال تملك كثيرا من الأدوات التى تمكنها من ممارسة الضغوط على مصر لمنع تنفيذ الصفقة مع روسيا. الدراسة التى أعدها نخبة من الباحثين المتخصصين فى مجال التسليح فى منطقة الشرق الأوسط وخبراء فى الشئون الروسية من بينهم تسفى ماجين السفير الإسرائيلى السابق فى روسيا، ويفتاح شابير، رئيس مشروع التوازن العسكرى فى الشرق الأوسط بالمعهد، لفتت إلى أن الصفقة تواجه عقبات عدة فى طريق تنفيذها، من بينها عقبات تقنية واقتصادية وسياسية واستراتيجية. ونوهت الدراسة إلى أن الأنباء الواردة عن الصفقة والتى نشرت فى إسرائيل أولا، لم يصدر بشأنها أى تأكيد لا من مصادر روسية أو من مصادر مصرية، كما أن وسائل الإعلام البارزة فى أوروبا والولاياتالمتحدة لم تنضم إلى تغطية أنباء الصفقة. ولفتت الدراسة إلى أن الصعوبات التى يواجهها الجيش المصرى للحصول على السلاح الأمريكى بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى يمكن أن يفسر التوجه المصرى لشراء سلاح روسى، ويثبت بشكل واضح عدم رضاء القيادة المصرية عن سياسات الولاياتالمتحدة تجاه مصر. وشككت الدراسة الإسرائيلية فى إمكانية تنفيذ الصفقة، قائلة إن هناك العديد من علامات الاستفهام التى تثار حول الصفقة يدور أولها حول الجانب التقنى، فالجيش المصرى مر خلال الثلاثين عاما الأخيرة بمرحلة تحول مركبة ومعقدة من التكنولوجيا وعقيدة الحرب الروسية إلى التكنولوجيا الامريكية، ولذلك فإن التزود بطائرات روسية جديدة تستلزم إقامة منظومة لوجيستية جديدة ومنفردة عن تلك التى تخدم الطائرات الأمريكية، وهذا ينطبق أيضا على شراء أسلحة روسية أخرى تختلف عن المألوف لدى الجيش المصرى مثل صواريخ جو جو وصواريخ أرض جو وغيرها.