تحرك دبلوماسى مصرى لإذابة الجليد مع أمريكا وأفريقيا

للمرة الأولى منذ ثورة 30 يونيو تبدأ الدولة المصرية فى شن هجوم دبلوماسى مزدوج فى توقيت واحد باتجاه الولايات المتحدة وأفريقيا فى محاولة جادة لإعادة التواصل وتقديم صورة واضحة عن الأوضاع فى مصر، والتقدم الذى يتم تحقيقه فى تنفيذ خطة خارطة الطريق التى تم الاتفاق عليها فى 3 يوليو الماضى برعاية المؤسسة العسكرية.
ويبدأ رئيس الوزراء إبراهيم محلب، أولى جولاته الخارجية بأفريقيا، فى زيارة سريعة غدا الخميس لدولتى تشاد وتنزانيا، فى محاولة لإعادة النشاط المصرى إلى أفريقيا.
وعلمت «الشروق» من مصادر حكومية مطلعة، أن مصر بدأت حملة دبلوماسية لكسب موقف الدول الإحدى عشرة الأعضاء فى مجلس السلم الأفريقى، وذلك قبيل جلسة التصويت على مصير قرار تعليق عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى، وضمن الحملة الدبلوماسية التى تحاول فيها الخارجية المصرية توضيح الصورة الداخلية لدول القارة.
وأكد مصدر دبلوماسى مصرى مطلع، أن هناك انفراجة قريبة فى موقف الاتحاد الافريقى، موضحا أن هناك عددا من الدول الاعضاء فى مجلس السلم والأمن لا تزال تشكل أغلبية يمكن الاعتماد عليها فى التصويت لصالح مصر، لافتا النظر إلى أن من بين هذه الدول تشاد وغينيا الاستوائية.
كما نفى المصدر، إمكانية الاعتماد على مواقف دول حوض النيل فى الفترة الحالية، لتأزم الموقف مع مصر بسبب قضايا النزاع على النيل، فى اشارة منه إلى الموقف من الاتفاقية الإطارية (عنتيبى) التى وقعتها ست من دول حوض النيل.
ومن المقرر تركيز المباحثات التى سيجريها محلب فى تشاد، على توضيح الموقف المصرى، فضلا على توقيع عدة اتفاقيات على مستوى التعاون الثنائى المصرى والتشادى، فى مجالات الزراعة والبحوث الأكاديمية والرى، وإمكانات تفعيل التواجد المصرى من خلال شركة المقاولون العرب.
من جانبه يتوجه وزير الخارجية، نبيل فهمى، مساء الغد الخميس، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فى أول زيارة له إلى واشنطن منذ توليه مهام منصبه فى يوليو الماضى.
ووسط سرية شديدة يفرضها مساعدو الوزير على الزيارة وجدول أعمالها، علمت «الشروق»، من مصادر مطلعة، أن الزيارة ستبدأ بسان فرانسيسكو، حيث يلقى محاضرة، ثم يتوجه بعدها إلى واشنطن، الأحد المقبل، حيث يجرى محادثات رسمية مع نظيره الأمريكى، جون كيرى، على أن يختتم الزيارة يوم الاثنين المقبل.
وردا على سؤال ل«الشروق» عبر الهاتف بشأن هذه الزيارة ودلالتها، قال السفير المصرى فى واشنطن، محمد توفيق، إنه لا يعلم شيئا عن جدول أعمال فهمى خلال الزيارة، ونصح بالعودة إلى المتحدث باسم الوزارة، السفير بدر عبد العاطى. ومرارا، حاولت «الشروق» الاتصال بعبد العاطى، لكن هاتفه كان مغلقا.
وقال السفير بدر عبدالعاطى المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن فهمى وكيرى تحدثا هاتفيا خلال الأيام الماضية، وركزا على سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.