تستعد قوات الجيش الوطني الشعبي للتدخل في ولاية غرداية لوضع حد لأعمال العنف والفتنة التي تشهدها منذ عدة أشهر؛ تنفيذا لقرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي اتخذه عقب استقباله الفريق أحمد قايد صالح مؤخرا. وذكر موقع "كل شيء عن الجزائر" الناطق بالفرنسية اليوم الأربعاء- أن ما بين 3000 إلى 4000 جندي تابعين للناحية العسكرية الرابعة يتواجدون حاليا بغرداية للعمل على استعادة الأمن، مضيفا أنه بحسب المعلومات سيتم الإبقاء أيضا على قوات الشرطة والأمن، مشيرا إلى أن الانتشار العسكري يهدف إلى تعزيز تواجد الدولة في هذه الولاية". ونفى مصدر أمني وجود علاقة بين التعزيز الأمنية في المنطقة والانتخابات الرئاسية المقررة غدا الخميس. وكان مجلس أعيان الأباضية في ولاية غرادية قد طالب في الأسبوع الماضي بتدخل القوات الخاصة التابعة للجيش لوضع حد نهائي وجذري للفتنة الطائفية التي تشهدها الولاية، مؤكدا أن الوضع يتدهور بصورة خطيرة وبدأ يأخذ منعطفا خطيرا، وتحدث المجلس عما أسماه بمؤامرة ضد الأمازيغ بصفة خاصة وضد الجزائر والمنطقة بصفة عامة. يذكر في هذا الصدد أن بلدات منطقة غرداية يسكنها غالبية من الأمازيغ الذين يتحدثون اللغة الأمازيغية، ويتبعون المذهب الإباضي وأقلية من العرب الذين يتبعون المذهب المالكي. وتشهد هذه المنطقة منذ عام 2008 سلسلة من الأحداث والمواجهات الطائفية والعرقية تقع على فترات، وقد اندلعت منذ شهر ديسمبر الماضي موجة جديدة من هذه المواجهات لم تهدأ حتى الأمر الذي دفع عددا من العائلات المقيمة في أحياء وسط المدينة إلى النزوح لأحياء أخرى أكثر أمنا.