فى الوقت الذى كان رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، عبدالله فوزى، يتابع عمله فى مكتبه حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول وانتظارا لانتهاء موعد التشغيل اليومى للقطارات، فوجئ فوزى بوصول فاكس من وزير النقل إلى الشركة يحمل قرار إقالته دون إبداء أسباب. فاكس الإقالة أصاب فوزى وباقى العاملين بالشركة بحالة من الذهول والتعجب، ووصفوه بأنه مفاجئ، وبدون مقدمات، خاصة أن الجمعية العمومية للمترو كانت قد جددت الثقة فى فوزى فى 29 فبراير الماضى لمدة عام آخر وبموافقة وزير النقل، إلا أن الوزير قرر فجأة إقالته، وتعيين مساعد رئيس الشركة لتشغيل الخط الأول، على فضالى، ليكون القائم بأعمال رئيس شركة المترو لحين انعقاد الجمعية العمومية العام المقبل. واتفقت مصادر مطلعة داخل وزارة النقل وشركة المترو، على أن الخسائر المادية للمرفق، التى بلغت 100 مليون جنيه الأشهر الماضية، بجانب تعاقد فوزى على شراء قطع غيار غير مطابقة للمواصفات، وعدم تواصله مع قيادات الشركة أو محاسبة عمالها، من بين أسباب إقالته. وأوضحت المصادر ل«الشروق» أن فشل فوزى فى تعويض الخسائر رغم أن العاملين بالمترو وقياداته قدموا له دراسة كاملة لزيادة الإيرادات وتطوير المترو بخطوطه الثلاثة إلا أنه تجاهلها، فأرسلوها لوزير النقل للتدخل لإنقاذ المرفق، وهى الدراسة التى انفردت «الشروق» بنشرها السبت الماضى. وأشارت المصادر إلى أن العاملين بالمرفق اعترضوا على تعاقد فوزى على شراء قطع غيار جديدة، وكشفوا عن أوراق التعاقد، لكن تأخر فوزى فى التراجع عن الصفقة رغم احتياج القطارات لها تسبب فى غضب الوزير. وأضافت المصادر، إن تجاهل رئيس المترو لقيادات الشركة والعاملين بها من مهندسين وفنيين وانفراده بالقرارات التى تسببت فى تدهور وضع المترو من بين أسباب إقالته، حيث نوهت المصادر بأن فوزى اهتم فقط بالسائقين، ولبى مطالبهم تجنبا لإضرابهم عن العمل، وأهمل محاسبتهم فى حال تقصيرهم، بل أصر فى الأيام الماضية على صرف مكافآت استثنائية لعمال المترو رغم سوء أوضاعه وشكوى الركاب المستمرة منه. كل ما سبق من أسباب رفض وزير النقل تأكيدها أو نفيها، واكتفى بالقول بأن قرار الإقالة يأتى لمصلحة مرفق المترو، وهدفه الحفاظ عليه، ومنح الفرصة لوجوه جديدة لتطويره والنهوض وزيادة الإيرادات. قرار الإقالة أصاب العاملين بالمترو بالاستياء والرفض وهدد العمال بالتصعيد، حيث أكد المنسق العام لجبهة شرفاء المترو عضو اللجنة التفاوضية لعمال المترو، بهاء الدين مطاوع ل«الشروق» أن العمال يرون بأن إقالة فوزى ترجع لأربعة أسباب، الأول هو مطالبته الدائمة للوزارة بالسعى لرفع سعر التذكرة إنقاذا لإيرادات المترو، فى ظل ارتفاع قيمة التذاكر لجميع وسائل النقل الأخرى، والثانى إصراره على الوفاء بوعده للعاملين بصرف مبلغ ال300 جنيه كبدل مجهود، رؤية منه بأن العاملين بالمترو يعملون فى ظل ظروف متردية أمنيا، وهو المطلب الذى فسره مستشار وزير النقل المالى، يحيى إبراهيم، للوزير بأنه سيتسبب فى خسائر كبيرة للمترو. وأوضح مطاوع أن السبب الثالث وفقا لرؤية العاملين هو اعتماد وزير النقل إداريا على من حوله من مستشارين وصفهم بغير الأكفاء وتسبب بعضهم فى تدنى الأوضاع فى بعض هيئات الوزارة مثل المترو والسكة الحديد، أما السبب الرابع هو «استقواء عبدالله فوزى بالعاملين بالمترو ضد أى مطلب كانت ترفضه الوزارة»، وفقا لكلام منسق الجبهة. من جانبه، نفى رئيس شركة المترو المُقال، عبدالله فوزى، ل«الشروق» علمه بأسباب إقالته، مبديا تعجبه من القرار المفاجئ الذى علم به من خلال الفاكس الذى وصله خلال وجوده بمكتبه مساء أمس الأول، والذى لم يوضح فيه الوزير أسباب القرار. وفى أول تصريح له بعد تكليفه، وصف رئيس شركة المترو الجديد، على فضالى، القرار بالمفاجئ وغير المتوقع، معتبرا أن المهمة ثقيلة بسبب تدهور وضع المترو وخسائره التى وصلت لملايين الجنيهات. وأشار فضالى ل«الشروق» إلى أنه سيعمل جاهدا على إعادة هيكلة أجور العاملين، وتطبيق خطة عاجلة لتطوير لمترو، وبحث سبل زيادة إرادته وتقديم خدمة متميزة للركاب والعاملين، مشددا على تواصله مع جميع العاملين والقيادات للنهوض بالمرفق.