شارك د. عادل عدوي، وزير الصحة والسكان، الخميس، في أعمال اجتماع منظمة الصحة العالمية في جنيف والذي يستمر على مدى يومين ويبحث في سبل المواجهة والوقاية، وتشخيص وعلاج أمراض الالتهاب الكبدي الوبائي، وذلك بحضور عدد كبير من ممثلي الحكومات حول العالم وكذلك المختصون من مراكز الأبحاث والمعاهد البحثية الدولية إضافة إلى منظمات المجتمع المدني المعنية بمواجهة أمراض الالتهاب الكبدي الوبائي. وأوضح الوزير، في تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في جنيف، أن اجتماع اليوم الأول تناول ما يتعلق بخطورة هذه النوعية من الفيروسات القاتلة وتأثيرها الاجتماعي والاقتصادي والصحي على الدول، وكذلك أهمية وضع استراتيجيات وطنية وإقليمية ودولية من أجل الوقاية ومواجهة أمراض الالتهاب الكبدي الوبائي بأنواعها المختلفة، وتبادل الخبرة بين دول العالم في هذا المجال، إضافة إلى بحث ما يتعلق بإمكانيات توفير العلاج للمرضى في مختلف دول العالم، والوصول بأسعار الأدوية المخصصة لتلك الأمراض إلى أسعار منخفضة تكفل حصول كل مريض على العلاج. وفي هذا الإطار، قال د. عادل عدوي: إن اجتماع المنظمة هام للغاية، خاصة أنه يتعلق بمشكلة كبيرة تقابل مصر في الوقت الحالي، وهي مرض الالتهاب الكبدي الوبائي، وبالتحديد فيروس "سي"، حيث إن مصر وباكستان هما أكبر دولتين في العالم من حيث انتشار فيروس "سي" والذي يبلغ تعداد المصابين به في مصر حوالي 8 ملايين شخص، مشيرًا إلى أن هذا العدد يزداد سنويًّا بحوالي 150 ألف إصابة جديدة، ويشكل هذا العدد عبئًا اجتماعيًّا واقتصاديًّا إضافيًّا على الشعب والدولة؛ لأن من دور الدولة توفير العلاج لكل مواطن يعيش على أرض مصر، حسب نص الدستور. أضاف وزير الصحة أن هناك أسبابًا كثيرة لانتشار المرض في مصر تتعلق بعادات صحية خاطئة وطرق مكافحة عدوى غير سليمة وكذلك صحة البيئة، داعيًا إلى أن يكون التعامل على كل تلك المستويات، وأشار إلى أن الوزارة قامت في الفترة الأخيرة بمفاوضات كثيرة مع شركات عالمية في محاولة لخفض سعر الدواء الجديد الذي يعالج الالتهاب الكبدي الوبائي وبفعالية تصل إلى حوالي 90% إلى 95% ونجحت الوزارة بالفعل في تلك المفاوضات، كما أن دواء "الإنترفيرون" توفره الوزارة في حوالي 26 مركزًا علاجيًّا في مصر، وتم بالفعل علاج أكثر من 350 ألف مريض في أنحاء البلاد، شفي منهم بالفعل ما يقارب 50% أو 60%. وقال الوزير: إن مكافحة العدوى ربما تمثل الأهمية الأكبر سواء على مستوى طرق التخلص من النفايات الطبية أو استراتيجية قومية لطريقة عمل بنوك الدم في مصر، وأيضًا طرق الحقن الجديدة وتطبيق طرق مكافحة العدوى بصورة صارمة. وعن الاجتماع، قال الوزير: إنه جاء إلى اجتماع جنيف؛ لكي يعرض على العالم كله المشكلة الحقيقية التي تمر بها مصر فيما يخص وباء الالتهاب الكبدي الوبائي، وطلب دعم منظمة الصحة العالمية وكافة الجهات المانحة وشركاء المجتمع المدني للحفاظ على ثروة مصر البشرية والتخلص من هذا الداء.