استهدفت العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا في الآونة الأخيرة شخصيات من الدائرة المقربة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وهم من أصدقائه القدامى كما استهدفت عددا من السياسيين البارزين المؤيدن له ومسؤولين في المؤسسة الأمنية. وتأتي العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على هؤلاء عقب ضم موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية إليها. وشملت قائمة واشنطن 27 شخصية روسية وبنكا، إذ شملت القائمة الأولية سبعة أسماء ثم أضيف إليها 20 اسما آخر في القائمة النهائية. ويذكر أن عدة أسماء شملتها العقوبات الأمريكية وردت في قائمة الاتحاد الأوروبي البالغ عدد الشخصيات فيها المشمولة بالعقوبات 33 اسما إذ ضمت القائمة الأولية 21 شخصا هم مسؤولون موالون لبوتين في جمهورية القرم، ثم أضيف إليهم 12 آخرون في القائمة الجديدة. وفيما يلي نلقي الضوء على أبرز الشخصيات الروسية المشمولة بالعقوبات الغربية: مقربون من بوتين: غينادي تيمشنكو (عقوبات أمريكية) مجلة فوربس قّدرت ثروة رجل الأعمال تيمشنكو بنحو 15.3 مليار دولار قّدرت مجلة فوربس ثروة رجل الأعمال تيمشنكو بنحو 15.3 مليار دولار، ويعد أحد أبرز المقريبن من الرئيس فلاديمير بوتين، وهو مؤسس شركة "جانفور"، واحدة من كبريات الشركات العالمية العاملة في تجارة السلع. وتعمل هذه الشركة أيضا في أسواق النفط والطاقة. ويشغل تيمشنكو رئيس نادي كيه إس إيه للهوكي في مدينة سانت بطرسبرغ. وتقول وزارة الخزانة الأمريكية إن لدى بوتين استثمارات في جانفور، وقد يكون له حصة كبيرة في رأس مالها. أركادي روتنبرغ وبوريس روتنبرغ (عقوبات أمريكية) أركادي روتنبرغ يجلس على يسار بوتين في مران للجودو يربط رجل الأعمال أركادي روتنبرغ (الذي يقف على يسار الرئيس بوتين في الصورة) ببوتين علاقات قوية، إذ كان الاثنان عضوين في نادي الجودو بسانت بطرسبرغ. وتقول وزارة الخزانة الأمريكية إن الأخوين روتنبرغ قدما دعما كبيرا لبوتين عبر تلقي وإبرام عقود تجارية بنحو 7 مليار دولار لصالح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2014 في سوتشي وشركة الغاز العملاقة جازبروم التي تملكها الدولة. وتضيف وزارة الخزانة أن ثروة تلك الشركات زادت بنسبة 2.5 مليار دولار. يوري كوفالتشوك (عقوبات أمريكية) كوفالتشوك أحد المستشارين المقربين من بوتن، ويعتبره البعض أحد أمنائه الرئيسيين كوفالتشوك هو أكبر مساهم من فئة الأفراد في بنك روسيا، وهو ضمن أغنى 100 شخص في البلاد. وتصف وزارة الخزانة الأمريكية كوفالتشوك بأنه "المصرفي الخاص" للمسؤولين الكبار في الاتحاد الروسي، بمن فيهم الرئيس بوتين. وهو أحد المستشارين المقربين من بوتين، ويعتبره البعض أحد أمنائه الرئيسيين. بنك روسيا (عقوبات أمريكية) يحتل البنك المرتبة ال 17 في روسيا برأس مال 10 مليارات دولار تقريبا. وتصف وزارة الخزانة الأمريكية البنك بأنه "البنك الخاص" لكبار المسؤولين في روسيا. وتمتلك شخصيات قريبة جدا من بوتين كثيرا من أسهمه بالاشتراك مع جمعية "أوزيرو داشا التعاونية"، التي تعمل في مجال المجتمعات العمرانية والإسكان على شاطئ بحيرة كومسومولسك. وتأسست هذه الشركة عام 1996. وشهدت ثروات أعضاء الجمعية الثمانية الرئيسيين ارتفاعا غير مسبوق إبان عهد بوتين. وشملت العقوبات الغربية كثيرا من أعضاء الجمعية. مسؤولون حكوميون سيرغي إيفانونف (عقوبات أمريكية) في أواخر التسعينيات حينما عمل بوتين مديرا لجهاز الأمن الاتحادي (إف إس بي) كان إيفانوف نائبا له يعتقد أن إيفانونف صديق شخصي مقرب من بوتين، وهو يشغل منصب مدير المكتب التنفيذي لرئيس الجمهورية الروسي منذ عام 2011. ويتشارك إيفانوف مع بوتين في أنهما ينتميان إلى الفئة العمرية ذاتها، وكلاهما من مدينة سان بطرسبرغ وعملا في المخابرات قبل دخولهما إلى عالم السياسة. وفي أواخر التسعينيات حينما عمل بوتين مديرا لجهاز الأمن الاتحادي (إف إس بي) كان إيفانوف نائبا له. وتولى إيفانوف منصب وزير الدفاع من 2001 وحتى 2007 وتولى بعدها منصب النائب الأول لرئيس الوزراء ومنصب سكرتير مجلس الأمن الروسي. فلاديمير ياكونين (عقوبات أمريكية) صديق ياكونين لبوتين منذ سنوات طويلة، وهو أحد أفراد مجموعة سان بطرسبرغ المرتبطة منذ مدة بالرئيس بوتين، وكذلك أحد أعضاء تعاونيات داتشيا (بنك سي روسي). ويشغل ياكونين منصب رئيس هيئة السكك الحديدية الروسية منذ عام 2005. ويتشاور ياكونين مع بوتين دائما فيما يخص الشركة المملوكة للدولة، ويصاحبه في العديد من الرحلات الداخلية والخارجية، وفقا لوزارة الخزانة الأمريكية. كما تولى ياكونين المسؤولية عن مشروعات بناء ضخمة متعلقة بدورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في منتجع سوتشي الروسي. فلاديمير كوزين (عقوبات أمريكية) يرأس كوزين دائرة أملاك قصر الكرملين منذ عا 2000، وهو بذلك يشرف على نحو 60 ألف موظف، وأكثر من مئة مشروع ومؤسسة حكومية، بما في ذلك الكرملين ومباني حكومية أخرى ونحو 4000 آلاف سيارة. فيكتور إيفانوف كان إيفانوف ضابطا في جهاز الاستخبارات السوفيتي السابق "كي جي بي"، ثم عمل نائبا لمدير جهاز الأمن الاتحادي الروسي "إف إس بي". ويعد إيفانوف حليفا مقربا من بوتين، وعمل مساعدا له في مكتب عمدة سان بطرسبرغ. ويشغل إيفانوف حاليا منصب رئيس الهيئة الفيدرالية لمكافحة المخدرات في روسيا، وعضوا في مجلس الأمن الاتحادي الروسي. كما عمل أيضا نائبا لمدير الأملاك بالاتحاد الروسي منذ عام 2000 وحتى عام 2004، ثم مساعدا للرئيس منذ عام 2004 وحتى عام 2008. سيرغي ناريشكين (عقوبات أمريكية وأوربية) يرأس ناريشكين مجلس النواب الروسي "الدوما". وتقول وسائل الإعلام الروسية ومحللون أجانب إنه خدم في جهاز الاستخبارات السوفيتي "كي جي بي"، مثل بوتين، لكنه لم يؤكد هذا الأمر أبدا. فلاديسلاف سوركوف (عقوبات أمريكية وأوروبية) يشغل حاليا منصب مساعد الرئيس الروسي، ويعتبر العقل المدبر للانتصارات الانتخابية المتوالية للرئيس بوتين، عبر استراتيجيته التي أثارت جدلا والمعروفة ب"الديمقراطية الموجهة". ديمتري روغوزين (عقوبات أمريكية وأوربية) نائب بارز لرئيس الوزراء، وتولى سابقا منصب سفير روسيا لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو". وقلل من أهمية تلك العقوبات بتغريدة له قال فيها: "كل هذه العقوبات لا تساوي حبة رمل من أرض القرم التي عادت إلى روسيا". سيرغي غلازييف (عقوبات أمريكية وأوربية) يعتبر على نطاق واسع كبير مستشاري بوتين فيما يتعلق بأوكرانيا، وتحدث صراحة عن تدخل عسكري قبل نحو شهر من تحرك القوات الروسية باتجاه القرم. سيرغي ميرونوف (عقوبات أمريكية) عضو بارز في البرلمان الروسي، ولعب دورا رئيسيا في أزمة القرم. شخصيات عامة ديمتري كيزيليوف (عقوبات أوربية) مذيع مثير للجدل في التلفزيون الحكومي الروسي، وأصبح في الآونة الأخيرة رئيسا لوكالة الأنباء الروسية الحكومية "راشا توداي". ويعرف الرجل بمعاداته للغرب، ونقده اللاذع للمثلية الجنسية، إلى جانب موقفه العدائي المتطرف من مظاهرات كييف التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش.