قال وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، إن عرض فيلم سينمائى عن سيدنا نوح «هو انتهاك صريح للدستور». وأضاف: الأزهر هو المنوط بنص الدستور بأمور الدعوة، وكل ما يتعلق بأحكام الشريعة الإسلامية...«ولذا يلزم جميع الجهات والأجهزة الحكومية وغير الحكومية عدم تجاوز رأى الأزهر الدينى فيما يطرح من قضايا»، مؤكدا أن الأزهر أعلن عبر مجمع البحوث الاسلامية، وهيئة كبار العلماء أن عرض أعمال تتنافى مع القيم الدينية، وتمس الجانب العقدى للمسلمين لا يجوز شرعا... «ومن ذلك ما أعلن عنه من اعتزام السينما المصرية عرض فيلم عن قصة سيدنا نوح عليه السلام، بطولة الممثل (راسل كرو) تجسد فيه شخصية سيدنا نوح عليه السلام، ولذا فإن الأزهر الشريف يعترض اعتراضا واضحا وصريحا على عرض هذا الفيلم فى أى من دور العرض السينمائى أو التليفزيونى أو غيرهما، ويطالب وزارات وجهات الاختصاص بعمل اللازم لمنع عرض الفيلم، وسيتخذ الأزهر ما يلزم من إجراءات لمنع عرضه». وأضاف شومان عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك «لا أستبعد أن يكون السعى لعرضه فى مصر مدبرا من قبل جهة تخطط لتنشيط العنف فى الشارع المصرى، الذى يئن من الجراح الكثيرة التى اصابته فى الفترة الماضية». وتساءل: أى قيمة وأى منفعة يضيفها عرض فيلم كهذا، مضيفا: يا أصحاب القرار اتقوا الله فى الوطن، وحافظوا ما استطعتم على ما يمكن إدراكه منه، واقتلعوا جميع مسامير الشقاق والفرقة والانقسام، ومنها هذا المسمار المسمى بفيلم نوح، وسنظل فى الأزهر الشريف على رأينا وسنعمل جاهدين لمنع عرضه، وفى ذات الوقت سنرفض أى ردود أفعال غاضبة قد تترتب على عرضه، وسنطالب الجماهير المصرية بعدم مشاهدته إن عرض، على أنبياء الله السلام». وكان شومان أرسل خطابين إلى وزيرى الإعلام والثقافة، أبلغهما فيهما برأى الأزهر فى عرض أعمال فنية تجسد فيها شخصيات الأنبياء أو الصحابة، وطالب الوزيرين بإصدار توجيهاتهما بمنع عرض الفيلم فى دور السينما أو غيرها. كان مجمع البحوث الاسلامية أصدر فتاوى فى جلساته أكثر من مرة يحرم فيها تجسيد الأنبياء، منذ عهد شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوى، وأكد المجمع فى آخر فتاواه التى تحرم تجسيد الأنبياء فى الأعمال الفنية والسينمائية أنه «فى هذا التجسيد انتهاك لعصمتهم ومكانتهم عند البشرية». وأيدت دار الافتاء فتاوى مجمع البحوث الاسلامية بتأكيدها على أن تجسيد الأنباء ينطوى على مجموعة من المفاسد «لأن العمل السينمائى لا يكون مطابقا لواقع حياة الأنبياء، وبالتالى ستكون هناك أعمال منافية للشرع، والمقرر فى الشرع أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح». وأكدت دار الافتاء أن موقفها من حرمانية تجسيد الصحابة يأتى مع ما ذهبت إليه المجامع والهيئات العلمية المعتبرة كالأزهر الشريف، ومجمع الفقه الإسلامى الدولى التابع لمنظمة التعاون الإسلامى، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، والمجمع الفقهى الإسلامى بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامى. وأصدرت وزارة الأوقاف بيانا أيدت فيه موقف الأزهر ودار الإفتاء.