مساء السبت اتصلت بمسئول عسكرى كبير، وسألته: انتم اتهمتم جماعة الإخوان بالمسئولية عن الحادث الإرهابى ضد أفراد كمين الشرطة العسكرية فى مسطرد، فما هو دليلكم، خصوصا ان الجماعة سارعت إلى إدانة الحادث فور وقوعه؟!. الرجل قال: انا وانت ومعظم المصريين يعرفون ان الجماعة هى التى نفذت الحادث؟. قلت له ربما أكون أملك أدلة سياسية أو أربط بين شواهد ومؤشرات لكن لا أملك دليلا قانونيا يربط الجماعة بالحادث. رد المسئول القريب من مطبخ صنع القرار قائلا ان أفضل وأهم دليل ان هذه العمليات لم تكن موجودة بالمرة وفجأة انفجرت فى اللحظة التى خرج فيها الإخوان من الحكم، ليس فقط فى سيناء ولكن فى كل البلاد ووصلت إلى القاهرة، ثم هناك تاريخ الإخوان الطويل مع العنف والإرهاب. ويقول المسئول ان أنصار بيت المقدس «مجرد يافطة» ونحن نعرف والإخوان يعرفون انها كذلك وهدفها لخبطة الناس وخصوصا فى الخارج، ويتساءل: هل يعقل ان منظمة فلسطينية أو مصرية نشأت فى سيناء قبل سنوات قليلة تملك كل هذا العدد من الكوادر ولديها هذه المعرفة بالأماكن والأهم لديها هذا القدر من التمويل؟!. ويكشف المسئول أيضا ان السلطات المصرية تلقت استفسارات من بعض البلدان الأجنبية تسأل مستنكرة: إذا كانت «انصار بيت المقدس» اعترفت بالحادث، فلماذا تتهمون الإخوان؟!. ويقول الرجل اننا نواجه صعوبة أحيانا فى اقناع الأجانب لأنهم لا يعرفون بالضبط التفاصيل والفروق الدقيقة وتاريخ هذه المنظمات، ثم انهم لا يعرفون ان كل هذه المنظمات خرجت من رحم جماعة الإخوان، قلنا لهم تاريخ الإخوان مع العنف والإرهاب والاغتيالات والتهديدات والافراج عن القيادات الإرهابية أثناء حكم مرسى، وتكلمنا بمنتهى القوة مع الأجانب وشرحنا لهم تفاصيل كثيرة وبعضهم بدأ يقتنع والبعض الآخر يحتاج المزيد من الوقت. يعود الرجل ليقول ان المواطن المصرى البسيط هو الذى يعرف حقيقة الإخوان ويريد ان «يحرق الجماعة وكل من ينتمى إليها» ويلوم الحكومة انها لا تفعل ذلك، وهذا الأمر شكل عقبة حقيقية أمام عملية المصالحة فى الماضى وفى المستقبل. وسبب ذلك ان هذا المواطن البسيط والكلام للمسئول عاشر الإخوان واعتقد انهم فعلا «بتوع ربنا»، وعندما وصلوا للحكم انكشفوا أمام الناس فانهارت الثقة تماما. ويرى المسئول العسكرى البارز ان نفى جماعة الإخوان لصلتها بالحادث مقصود به محاولة بث الروح الانهزامية لدى البسطاء ومخاطبة للخارج لإقناعه بأن الداخل غير مستقر. فى تقدير هذا المسئول ان الأيام المقبلة ستشهد الكشف عن تفاصيل جديدة حول «حقائب وزكائب المال» التى تتدفق من الخارج عبر الحدود مع شحنات الأسلحة لتمويل ليس فقط المظاهرات بل عمليات الإرهاب وكذلك الوسطاء الذين يلعبون دورا مهما فى هذا الشأن عبر عملية معقدة ومركبة. يضيف اللواء البارز ان الإخوان تدرك انها فشلت فى حشد الشارع خلفها كما لم تعد قادرة على تحريكه وبالتالى فهذا يفسر عملياتها العشوائية التى لا تتطلب إلا شخصا أو شخصين يركبان موتوسيكل ويلقيان بقنبلة أو يطلقان الرصاص ثم يهربان وسط الزحام، لكن ذلك لن يستمر وستكون هناك خطط لمواجهة هذه العمليات. انتهى كلام المسئول العسكرى.. وسوف ننتظر ونرى ماذا سيحدث على الأرض؟!.