قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن قطر تعد لتنفيذ حالة طوارئ بهدف تجنب خطر الضغوط الاقتصادية التي تهددها من جانب جيرانها الخليجيين، وسط مواجهة دبلوماسية مستمرة حول دور «الإسلام السياسي» في المنطقة. أوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن المديرين التنفيذيين في الدوحة يقولون إن التخطيط الرسمي جاري للتعامل مع أي عقوبات محتملة، رغم اعتقاد المسئولين أن السعودية والإمارات والبحرين سيمتنعون عن تصعيد التوترات بعد خطوة سحب السفراء التي اتخذت الأسبوع الماضي. وتابعت، أن الخلاف اندلع في اجتماع عاصف لمجلس التعاون الخليجي الشهر الحالي، عندما هدد مسئولون سعوديون بإغلاق المجال الجوي أو الحدود البرية مع قطر، إن لم توقف الدوحة دعمها لجماعة الإخوان المسلمين. وتقول الصحيفة إن «الرياض وأبو ظبي تشعران بالقلق من أن علاقات الدوحة الوثيقة بالإخوان المحظورة في مصر والسعودية والإمارات – تؤدي إلى انقسام الأعضاء الستة في مجلس التعاون الخليجي». وبالنسبة للأعضاء الآخرين في المجلس، فإن الكويت تعمل كوسيط، بينما تتجنب عمان عادة التدخل في الخلافات العربية الداخلية، رغم أن المراقبين يقولون إن مسقط قلقة من التدابير «العدوانية» المتخذة ضد قطر. وتقول الصحيفة، إن الفجوة المتنامية بين الدوحةوالرياض تزيد من احتمالية تنفيذ السعودية تهديداتها، مشير إلى أن النزاعات السابقة بين السعودية والإمارات أدت إلى اضطراب محدود عند المعابر الحدودية. وتنقل «فاينانشيال تايمز» عن المحلل ريتشارد فيلبس من شركة كرول للاستشارات في دبي قوله: إن «الحدود البرية تضع السعودية في موقف قوة، حيث إن إغلاقها قد يؤدي إلى تعطل واردات قطر»، ويوضح أن «إغلاق الحدود سيمثل مشكلة خطيرة لأن قطر ستضطر إلى الاعتماد على الإمدادات المنقولة بحرًا». كما يخشى مواطنو الدوحة من أن إغلاق الحدود البرية السعودية يزيد من تكلفة المواد الغذائية الأساسية، التي يأتي غالبيتها من القطاع الزراعي بالمملكة. كما أن التهديد بإغلاق المجال الجوي السعودي سوف يشكل ضربة كبيرة للخطوط الجوية القطرية ذات الطموح والنمو السريع، إلا أن المسئولين القطريين يعولون على أن الآثار السلبية للعقوبات ستحد من اتجاه السعودية لفرض المزيد منها. وقالت الصحيفة، إن سوق الأسهم القطري عانى من التوتر منذ انسحاب السفراء وسط قلق المستثمرين بشأن العزلة الإقليمية للدوحة، ويكمن الخوف في أن تصاعد الوضع من شأنه أن يؤثر على خطط قطر لإنفاق مليارات الدولارات على البنية التحتية استعدادًا لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022. وتضيف، أن الإمارات ستكون حذرة من تصاعد الأمور، نظرًا لاعتمادها على الغاز الطبيعي المستورد من قطر لتوليد الطاقة. وتتابع الصحيفة أن أي خلل محتمل يأتي في توقيت حساس بالنسبة لقطر، التي انتقل الحكم فيها العام الماضي إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأمير البالغ من العمر 33 عامًا، وكان لهذا الانتقال تأثير على الساحة التجارية المحلية. وتختتم الصحيفة بقولها: إن المديرين التنفيذين يتذمرون من الخفض الضخم للميزانية الحكومية، ومن المدفوعات البطيئة للمقاولين التي تنتظر وضع المسئولين الجدد بصمتهم على سير الأعمال.