فى مواجهة الطائرات المقاتلة والدبابات المتطورة وصواريخ «سكود» و«ياخونت» روسية الصنع، وترسانة كيميائية لم تفكك كليا بعد، لا تزال المعارضة السورية تعتمد فى حربها ضد قوات الرئيس السورى بشار الأسد على عدد محدود من الصواريخ المضادة للطائرات والدبابات والأسلحة الخفيفة؛ ما أعجزهم عن حسم الصراع الذى دخل عامه الرابع. فالوعود الغربية بتسليح المعارضة لا تزال تتأرجح بين تخوفات من تأجيج صراع واسع بالمنطقة، وتخوفات من تزايد قوة «الجهاديين»، ولاسيما الأجانب منهم، ما اضطر عدد من اجهزة المخابرات الغربية إلى فتح قنوات تنسيق مع النظام السورى، لمكافحة التطرف الذى قد يرتد عليها مستقبلا، بحسب ما صرح به نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد لهيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) منتصف يناير الماضى. فى المقابل، يستمر حلفاء الأسد، وخاصة روسيا وإيران، فى إمداد ترسانته بأحدث الصفقات العسكرية التقليدية وغير التقليدية. وبحسب تقرير لمعهد استوكهولم الدولى لأبحاث السلام، فى فبراير الماضى، فإن موسكو زودت دمشق فى الفترة الأخيرة بكمية كبيرة من الأسلحة المتطورة، بينها طائرات بدون طيار ودبابات ومدرعات وأجهزة مراقبة ورادار وأنظمة حرب الكترونية وقطع غيار للحوامات والصواريخ الموجهة. نظام الأسد، وفقا للمعهد، يمتلك مئات الطائرات الميخ و«ال - 39» (من إجمالى 473 طائرة)، و4950 دبابة ميدانية، و4000 دبابة خفيفة وناقلات جند مدرعة، منها «تى 72» و«تى 62». دمشق تمتلك أيضا عددا كبيرا من أنظمة صواريخ جراد (تستطيع اطلاق نحو أربعين صاروخا عيار «122 ملم» فى وقت واحد على أهداف تصل الى مسافة عشرين ميلا)، وصواريخ سكود (تستطيع حمل 1500 رطل من الرءوس الحربية على مسافة 900 ميل). بجانب عشرات الصواريخ من أنواع «إس 200» المضادة للطائرات (مداها أكثر من 150 كلم)، وصواريخ اس 300 (منظومة دفاع جوى صاروخية بعيدة المدى أرض-جو) وصواريخ «ياخونت بي800»، وكلها روسية الصنع. إضافة إلى ذلك، لا تزال توجد مخزونات هائلة من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، تشمل غاز الخردل والأعصاب، وغيرهما، وفقا لكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى أى آي)، وذلك رغم تتوصل واشنطنوموسكو، فى أغسطس الماضى، إلى اتفاق على تدمير هذه الترسانة. فى المقابل، تعتمد قوى المعارضة السورية بشكل أساسى على أسلحة تشمل البنادق الرشاشة، مثل رشاش «الدوكشا»، وبعض أنواع البنادق والأسلحة الخفيفة، كالكلاشينكيوف ورشاش «الكى بى سى». أما بالنسبة للأسلحة المضادة للطائرات والدبابات، فيشير خبراء إلى أن بعض الدول المؤيدة للمعارضة، ولاسيما السعودية وقطر والإمارات وتركيا، تمكنت من تهريب عدد من الصواريخ المضادة للطائرات داخل سوريا. وبحسب تقارير صحفية غربية، فإن واشنطن وأنقرة والرياض وباريس قدمت نوعيات جديدة من الأسلحة للمعارضين، مثل قذائف متطورة من طرازى «بى 9» و«بى 10» قادرة على اختراق دروع الدبابات الحديثة، وقنابل يدوية «آر بى جى إم 79»، ومدفع «إم 60» عديم الارتداد المضاد للدبابات، وقاذفة قنابل يدوية «آر بى جى 22»، وقذائف «الميلكور». وتمتلك المعارضة أيضا، وفقا لمجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، أعداد محدودة من القاذف المضاد للدبابات «M79»، و«RPG-29»، وصواريخ مضادة للطائرات من نوع «FN-6»، إضافة إلى عدد محدود جدا من الدبابات والمدرعات استولت عليها المعارضة من قوات النظام خلال المعارك. فضلا على ذلك، توجد ورش لصناعة السلاح، تصنع أسلحة خفيفة وعبوات ناسفة وأسلحة بيضاء، فى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.