سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسئول اتصال الكتائب المسلحة ل «الشروق»: بريطانيا وفرنسا لم تقررا تسليحنا إلا بعدما وصلنا إلى نقطة اللا عودة من المدرعة إلى «السكود».. ومن «الآلى» إلى مضاد الطائرات
نحن نواجه ثانى أكبر ترسانة عسكرية عربية بعد مصر».. هكذا قال مسئول الاتصال بين كتائب المعارضة السورية المسلحة وبين الائتلاف الوطنى السورى المعارض، أبوعمر الدمشقى، فى حديثه ل«الشروق» عن حالة الصراع الدموى بين نظام الرئيس السورى بشار الأسد والمعارضة المسلحة بعد مرور عامين على اندلاع الثورة. ويقول أبوعمر إن استخدام السلاح فى بدايات الثورة لم يتعد استخدام البنادق الآلية فى تنفيذ عمليات اغتيال أو تصفية وكان ذلك أقصى ما يمكن فعله على قدر السلاح المتوافر.
يتذكر الرجل الأيام الأولى لافتا إلى أن الأهالى كانوا يبيعون أراضى وذهبا يمتلكونه لتوفير أموال لشراء الأسلحة، التى اقتصرت على الأسلحة الخفيفة فى وقتها، وكان لبنان الملجأ لشراء السلاح من السوق السوداء ومن حزب الله أحيانا ثم صار العراق ومن بعده تركيا أماكن لجلب السلاح أيضا، وحتى وصل الأمر فى بعض الأحيان إلى التعامل مع المافيا الدولية.
ويضيف أبوعمر: «تطورنا بعد استخدام البنادق الآلية إلى جلب أسلحة كالقناصات والآر بى جى والقنابل والألغام ومضادات الطائرات إلى أن وصلنا بعد سبعة أشهر من بداية الثورة لأسر دبابات سليمة واستخدامها».
ولجوء الثوار إلى استخدام السلاح لم يمر بدون تصعيد مقابل من النظام، حيث تدرج الجيش النظامى فى مواجهته للثوار من استخدام المدرعات إلى الدبابات ووصلا إلى استخدام الطائرات السوخوى والميج وصورايخ السكود. ويؤكد أبوعمر أن النظام خاسر المعركة الأرضية تماما، ونحن على الرغم من ضعف الإمكانات أسقطنا حتى الآن 235 طائرة و450 دبابة معترف بها وآلاف المدافع.
إلا أن استخدام النظام للطيران وصواريخ السكود ونقص الذخيرة عند الثوار جعل مطالبات التسليح من الخارج حيوية، حيث يؤكد أبوعمر أن مطالب التسليح آتية من الكتائب على الأرض، مضادات الطائرات على الأخص هى أكثر سلاح حيوى فى الوقت الراهن، لكن نريد السلاح ليس من أمريكا ولا من روسيا بالطبع.. ممكن من فرنسا أو بريطانيا أو من الناتو، مشددا على أن فرنسا وبريطانيا لم تقررا دعم المعارضة بالسلاح إلا عندما وجدوا أننا وصلنا إلى نقطة اللا عودة.
ويعد الوضع على الخريطة السورية، بين مناطق «محررة» ومناطق خاضعة لسيطرة النظام ومناقط اشتباكات بين الطرفين، ملتبسا. وتعتبر العاصمة دمشق منطقة اشتباكات بين الطرفين إلا أن ريفها يقع تحت سيطرة الثوار، وكذلك أيضا حلب وحماة وينعكس الوضع فى حمص التى يسيطر الثوار عليها وتدور الاشتباكات فى محيطها.
وتقع المحافظات الساحلية فى الغرب كاللاذقية وطرطوس تحت سيطرة النظام بشكل عام فيما تهيمن المعارضة على المحافظات الحدودية مع تركيا بشكل رئيسى كحلب وإدلب فى الشمال. ويشير أبوعمر إلى حالة متفردة فى الوضع السورى ألا وهى محافظة السويداء والتى يرى أن لها وضعا خاصا «السويداء غير مذكورة بالأصل فى مخطط الثوار، وهى معقل الدروز، وهى محافظة تعيش حالة سكون ونعتبرها على الحياد».
وعن التواصل بين الائتلاف الذى يعد ظهيرا سياسيا للثورة وبين المجموعات المسلحة، يؤكد أبوعمر أن الائتلاف يحقق نجاحات سياسية ولكنه يفتقد التواصل المؤسسى المنظم مع الكتائب المسلحة على الأرض.
ويلفت النظر أيضا إلى ما يواجه العمل المسلح من مشاكل، حيث يشدد على أن الثوار فى العام الثالث للثورة ومازالت بعض المجموعات المسلحة على الأرض تعمل بعشوائية، مبرزا أن التواصل ما بين المجموعات المسلحة على الأرض تواصل بين المناطق المختلفة والتراتب فيما بينها أفقى.
ويضرب المثال ب«معركة دمشق الكبرى» التى يرى أن سبب فشلها «تصرفات فردية» أخلت بالتخطيط المتفق عليه مؤكدا أن فشل تلك العملية «أضاع عاما ونصف العام من التخطيط».
لكنه يتفاءل بوجود تطور نوعى فى التواصل، قائلا: «قريبا وعلى المدى المنظور ستتكون مؤسسة أو جبهة عسكرية هرمية التكوين ينضم تحت لوائها الكتائب والألوية المختلفة».