دفعت ظاهرة تلوث الهواء التي تسود العاصمة الفرنسية باريس وعددًا من المدن الأخرى السلطات إلى اتخاذ قرار، اليوم الجمعة، بتسيير المواصلات العامة بالمجان اعتبارًا من اليوم ولمدة ثلاثة أيام. ويهدف القرار إلى خفض مستوى الدخان الضبابي فوق باريس الذي تسبب فيه المناخ الحار غير المعتاد في هذا التوقيت من العام بحسب خبراء الأرصاد الجوية، كما شجعت السلطات المواطنين على استخدام الدراجات العامة أيضًا بالمجان لمدة الأيام الثلاثة نفسها. وأثرت ظاهرة تلوث الهواء بباريس على الرؤية بشكل كبير لا سيما على المعالم السياحية كبرج إيفل الذي بات غير مرئي بسبب الضباب الأبيض المائل للون الأصفر الذي يغطي العاصمة الفرنسية. من جانبها، طلبت السلطات الفرنسية من أصحاب السيارات بعدم استخدامها، محذرة من أن "مستوى التلوث الذي تشهده باريس يشكل خطرًا على الصحة، كما نصحت السلطات المعنية بإبقاء الأطفال والمسنين والذين يعانون من أمراض الربو في منازلهم حتى يتجنبوا مواجهة صعوبة التنفس". والتزامًا بتوصيات المجلس الأعلى للصحة العامة، أصدرت وزارة التربية الوطنية (التعليم) قرارًا للمدارس لتجنب الرياضة الشاقة والأنشطة في الهواء الطلق بالنسبة للأطفال لا سيما الأصغر سنًّا. وأعلنت السلطات حالة استنفار في أكثر من نصف مساحة فرنسا تشمل باريس وضواحيها و30 إقليمًا من بينها بريتاني، ونور با دو كاليه، ورون-ألب، ونورماندي، بعدما حذرت وكالة البيئة الأوروبية مما وصفتها بأنها "أسوأ موجة تلوث للهواء منذ عام 2007".