• المصانع تحتاج من 3 إلى 5 سنوات للتحول للفحم.. ومصنع القطامية جاهز لاستخدامه فى سبتمبر • الكلينكر يلتقط معظم الملوثات الناتجة عن الفحم ويعتبر كأحد مدخلات الإنتاج «مزيج الطاقة الأوروبى هو النموذج المطروح حاليا على وزارة البيئة لتدرس تطبيقه فى مصانع الاسمنت المصرية خلال الفترة المقبلة»، بحسب ما قاله عمر مهنا، رئيس مجلس إدارة شركة السويس للأسمنت، والذى كان أحد المشاركين فى اجتماع رئيس مجلس الوزراء مع ممثلى الشركات ووزراء البترول والصناعة والبيئة والكهرباء، فى مطلع السبوع، لمناقشة ارتفاع أسعار الأسمنت، وأزمة الطاقة التى تواجهها المصانع. ويتكون مزيج الطاقة الأوروبى المطروح لصناعة الأسمنت، بحسب مهنا، من 81% من الفحم والكوك، و10% من تدوير المخلفات، و2% غاز، و7% مازوت، مشيرا إلى أن هناك بعض من المرونة فى تغيير بعض هذه النسب. «من الممكن أن تتغير هذه النسب فى حالة مصر، لتنخفض نسبة الفحم إلى 75% من المزيج كحد أدنى، بينما تصل نسبة تدوير المخلفات إلى 15 أو 20% كحد أقصى»، يوضح مهنا، وتحتاج صناعة الأسمنت بالكامل إلى 6 ملايين طن فحم وكوك، و3 ملايين طن مخلفات صلبة. بينما لا يمكن أن تحل الطاقة الجديدة والمتجددة تماما مكان الطاقة التقليدية فى عملية التصنيع، كما يقول رئيس شركة السويس للأسمنت، والذى طالما طالب بضرورة إحلال استخدام الفحم مكان الغاز، فى عملية تصنيع الأسمنت، لمواجهة نقص الغاز، وذلك لأن هناك مراحل فى التصنيع تحتاج إلى الكهرباء والطاقة التقليدية لتنفيذها، مثل طحن مادة الكلينكر، وتسخين الأفران، ف«الطاقة المتجددة لا تقوى على توليد الحرارة اللازمة لهذه العمليات». ويتكون المزيج الحالى المستخدم فى الطاقة فى مصانع الأسمنت فى مصر من 75% غاز، و20% مازوت، و5% تدوير مخلفات، بحسب مهنا، و«هذه المعادلة باتت مستحيلة حاليا»، بحسب مهنا، مع أزمة نقص الغاز فى مصر. وتستهدف الاستراتيجية الجديدة المطروحة للطاقة بالنسبة للمصانع، كما يقول مهنا، المحافظة على تنافسية صناعة الأسمنت المصرية فى مواجهة شركات إنتاج الأسمنت العالمية التى تستهدف السوق المصرية، والتى تستخدم الفحم والكوك فى إنتاج الأسمنت مثل تركيا، والتى تصل فيها أسعار الوقود إلى حوالى 2.6 دولار للمليون وحدة بريطانية، فى حين أن أسعار الوقود فى مصر حاليا تصل إلى 6 دولارات للمليون وحدة، أى حوالى 40% من إجمالى تكلفة عملية التصنيع، وهى أقصى تكلفة وقود تحافظ على التنافسية. ويوضح مهنا أن إنتاج الأسمنت يستوعب المواد الملوثة الموجودة فى الفحم لأن عملية إنتاج الكلينكر (منتج الأسمنت غير تام الصنع) بالتقاط معظم الملوثات التقليدية المرتبطة باستخدام الفحم، مما يصنف الفحم كأحد مدخلات العملية الإنتاجية. ويضيف مهنا: «التأثير الوحيد لاستخدام الفحم فى مصر يكون من خلال انبعاثات ثانى أكسيد الكربون CO2، والتى تمثل نسبة قليلة مقارنة بالدول التى تستخدم الفحم». «وفى حالة تحول مصانع الأسمنت بالكامل إلى استخدام الفحم خلال 3 سنوات، سترتفع انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون بمقدار 2.8%، ومع ذلك سوف تظل النسبة أقل بكثير من الدول الأخرى»، بحسب قوله،وتحتاج صناعة الأسمنت، بحسب الدراسة، إلى ما بين 3 و5 سنوات، لتنفيذ مشروع بناء الوحدات الخاصة باستخدام الفحم، حيث تختلف عملية التحويل من مصنع إلى آخر، تبعا لخطتها الاستثمارية، وحجم المصنع، ف«مصنع القطامية مثلا التابع لشركة السويس للأسمنت سيتم تحويله إلى الفحم فى سبتمبر المقبل، مصنع السويس فى نوفمبر، مصنع طرة مثلا يحتاج إلى عام، بينما يحتاج مصنع حلوان، نتيجة لكبر حجمه إلى عام ونصف العام»، يقول مهنا., ومن المتوقع وفقا لأرقام اتحاد الصناعات، أن تقوم شركات الأسمنت بتوفير 800 مليون متر مكعب من الغاز و325 ألف طن من المازوت خلال العام الأول من استخدامها الفحم، على أن يصل إلى 2000 مليون متر مكعب من الغاز، و850 ألف طن من المازوت، خلال العام الثالث. تستهلك صناعة الأسمنت حوالى 3.7 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى سنويا، و1.4 مليون طن من المازوت سنويا، وهو ما سيتم توفيره إلى الدولة فى حالة استخدام الفحم فى التصنيع. وتقدر التكلفة الاستثمارية لتحويل كل مليون طن أسمنت للعمل بالفحم إلى ما بين 6 و8 ملايين دولار، بينما تصل تكلفة تحويل المليون طن أسمنت للعمل بتدوير المخلفات إلى 10 ملايين دولار