حذر المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة العالمية الفاو من ان عدم الاستقرار السياسى بمصر يساهم فى تعطيل الجهود المطلوبة لمواجهة مشكلة ندرة المياه فى البلاد وتحسين نظم الرى والاستفادة من موارد نهر النيل، «ما نراه فى السنوات الاخيرة وضع غير مستقر سياسيا لا يسمح بإنشاء الاستثمارات طويلة الاجل المطلوبة لمواجهة مشكلة ندرة المياه» وفقا لما قاله خوسيه جراتسيانو داسيلفا، فى افطار مع الصحفيين على هامش الدورة الثانية والثلاثين للمؤتمر الاقليمى للمنظمة. وكانت الفاو قد اطلقت المرحلة التجريبية مبادرة لمنطقة شمال افريقيا والشرق الادنى لمواجهة تحديات ندرة المياه فى يونيو 2013، وتشارك مصر مع خمس دول بالمنطقة فى تطبيق المبادرة. «منذ ان توليت ادارة المنظمة تغيير اربعة وزراء للرى فى مصر.. نحتاج لوضع خطط متوسطة وطويلة الاجل»، كما علق داسيلفا فى اشارة إلى أن عدم استقرار الحكومات يضع تحديا امام مصر لمواجهة مشكلات المياه، بينما تجنب مدير المنظمة التعليق على الخلاف الدائر بين مصر ودول منابع النيل حول انشاء سد النهضة باثيوبيا والذى قد يقلل من حصة مصر من مياه النيل. وتقدر الفاو أن المياه المتوافرة للفرد فى المنطقة بسدس المعدل العالمى وانه من المتوقع ان ينخفض نصيب الفرد بنسبة 50% بحلول عام 2050. «لقد تصادف ان كنت فى مصر يوم الخامس والعشرين من يناير» كما علق داسيلفا لافتا إلى انه تابع الثورة المصرية من بدايتها ولاحظ كيف يشكو الناس من ارتفاع اسعار الغذاء، وكيف يشكو المزارعون من نقص الحبوب، مؤكدا اهمية الاستقرار السياسى لوضع حلول لتلك المشكلات ولتعديل برامج دعم الغذاء وتحسين توفير الغذاء للاقل دخلا. من جهة اخرى انتقد داسيلفا عدم وجود اهتمام دولى كاف بمشكلات اللاجئين فى المنطقة، مشيرا إلى ان المنظمة تحتاج إلى 44 مليون دولار لمساعدة اللاجئين فى المنطقة، ولكنها لم تحصل الا على نحو مليونى دولار منهم، واضاف ان توفير نحو 250 دولارا للاسر السورية الفلاحين يساهم فى توفير حياة كريمة لهم ولكن لا تزال المنظمة تحتاج إلى توفير هذا التمويل.