طرحت حركة فتح على مائدة الحوار الوطنى الفلسطينى الذى ترعاه القاهرة والذى يشهد تعثرا جولة تلو الأخرى، أن يتم حسم هذا التعثر بالتوجه إلى صناديق الانتخابات، الأمر الذى رفضته حركة حماس تماما، وقال عزت الرشق القيادى وعضو المكتب السياسى للحركة فى حوار ل «الشروق» إن القول إن حماس غير جاهزة للانتخابات غير صحيح، فحركة حماس لا تخشى التوجه إلى الانتخابات بل مستعدة لها لكن فى موعدها المتفق عليه فى 25 يناير من العام المقبل. وعن تعثر الحوار الوطنى والتدخلات الخارجية التى تقول القاهرة إنها تعرقل الحوار، قال الرشق إن فتح تتلقى الأوامر من واشنطن وتنفذها بحد السيف. وفى حين تتهم فتح حماس بالولاء لطهران التى تمولها، اشار الرشق إلى أن من يحاول تصوير العلاقات الاقليمية لحماس فى إشارة إلى إيران وقطر وسوريا على أنها تؤثر على قراراتها، فان الهدف من ذلك هو التشويش على الحركة، موضحا ان « هناك علاقات طيبة مع ايران وقطر وسوريا وهى جزء من منظومة علاقات يستفيد منها الشعب الفلسطينى. ولم تؤثر تلك العلاقات الاقليمية على العلاقات الدولية التى دأبت الحركة ايضا على نسجها». و على حد قول الرشق لم يطلب أحد من حماس أن تعيد حساباتها مع القوى الاقليمية. واضاف إن «حماس معنية بالتعامل مع كل الاطراف الدولية المؤثرة فى الساحة الفلسطينية وتجاهلها يعنى أنهم ذاهبون إلى العنوانين الخطأ، لأنها تمثل الشرعية الشعبية والمجلس التشريعى. وفى المقابل يدنا ممدوة للجميع باستثناء اسرائيل». وحول قضية الصراع مع اسرائيل اعتبر الرشق أن التنازلات السابقة التى قدمها الجانب الفلسطينى فتحت شهية اسرائيل للمزيد من التنازلات والاشتراطات، منها الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل، ثم فى النهاية يطرح نتنياهو دولة فلسطينية مسخا «بلا سيادة»، وقال الرشق انه آن الآوان لايقاف هذه المسيرة ووقف الركض وراء السراب، ولابد من اعادة النظر فى مفاوضات لم تعد أكثر من عمل يترزق منه فريق من المنتفعين..عليهم أن يصارحوا شعبهم بأنهم وصلوا إلى طريق مسدود. وشدد الرشق على أن حماس قدمت رؤية سياسية تتعلق بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس ضمن حدود الرابع من يونيو 67 وعودة اللاجئين والسيادة الكاملة دون الاعتراف بحق اسرائيل على باقى الاراضى الفلسطينية وذلك فى مقابل الدخول فى هدنة طويلة، وهذه هى الحدود الدنيا التى تطلبها فصائل المقاومة، واضعة نصب أعينها أن هناك موازين القوى على الأرض. وأضاف: «أقول بكل وضوح إنه ليس هناك موقف لدى الحركة لتأجيل الانتخابات لكن هناك بعض الآراء داخل الحركة وقيادات فى الفصائل الاخرى ترى أن الوضع الذى تمر به القضية الفلسطينة والشعب الفلسطينى غير مناسب، وبما أن حركة حماس مؤسسة كبيرة تتبنى الرأى والرأى الآخر ترى إنه يجب أن تكون هناك أولا تهئية للمناخ إذ لا نزال بحاجة إلى تضميد الجراح. وعن الحوار الوطنى فى القاهرة قال الرشق: «فتح لا تريد النجاح للحوار ،و لا تريد الاعتراف بالامر الواقع، وتتناقض أفعالها مع روح المصالحة، بما يفعله سياسيوها وما تقوم به أجهزتها الامنية من اغتيالات لمجاهدينا، فقبل اسبوعين احتفلت فتح فى مهرجان فى قلقيلية خرج فيه السفير نبيل عمرو وهتف ومعه الحاضرون فلتسقط المصالحة وليسقط الحوار»!!، إذن « لقد دخل الحوار نفقا مظلما... أعاننا الله».