فى رحلته اليومية من شارع السودان إلى ميدان التحرير، يكون على مشغولا بالعثور على طريقة جديدة لقتل الوقت. هو أحد موظفى شركة سياحة تطل على ميدان التحرير، ومثل المحال المجاورة لشركته، يفتقد الجميع الزبائن منذ إغلاق الميدان. وكانت السلطات أعادت فتح شارع قصر العينى متجها إلى ميدان التحرير لمرور السيارات الاسبوع الماضى، بعد إغلاقه منذ أحداث شارع محمد محمود قبل عامين، وهى المرة الأولى التى يتم فيها استخدام البوابات الحديدية للتحكم فى المدخل الجنوبى للميدان. فتح البوابات لا يؤثر على الحركة بالميدان فى نظر على، «لأن أصلا شارع قصر العينى ما بيفرقش مع ميدان التحرير فى حاجة، المشكلة كلها الوضع إيه فى ميدان التحرير، يعنى اللى بيقلق الناس إن فيه زحمة، منطقة ثورات ومظاهرات، منطقة اعتراضات هى ميدان التحرير، مش أكتر». ورغم عودة عسكرى المرور بصفارته، وتهادى السيارات حول صينية الميدان، فإن الرواج القديم لا يعود. الحاج أحمد صاحب البقالة الصغيرة، يقول إن دكانه يعمل بربع طاقته. «المحلات حالها واقف زى ما انت شايفة، فياريت يفتحوا محطة المترو، ست شهور دلوقنى المحطة مقفولة، ودى فيها تغيير ماسكة الخطين، وعليها رجل جامدة. دا اللى بيجيب المشاة. مين حييجى مخصوص عشان ياخد كيلو شكولاتة أو شوية لب من ميدان مقفول». كان الميدان مغلقا من اتجاه شارع قصر العينى بسور أسمنتى، تم رفعه وإقامة بوابة حديدية قبل أسبوعين. كريم البائع فى متجر لبيع الحقائب منذ 2005 يقول إن الحال تحسن قليلا، خاصة فى ساعات الصباح. «بيبقى فيه ضغط شوية على المرور، الشوارع مليانة، والطريق واقف من الزحمة شمال ويمين». يؤرخ كريم لنهاية جنة التحرير بيناير قبل ثلاثة أعوام، من وقتها لم يعد الميدان سوقا مثاليا، «انا عيالى بيخافوا ينزلوا ميدان التحرير، لأن فيه دايما ضرب واشتباكات». يجلس على فى مكتبه السياحى بلا عمل طوال اليوم تقريبا. «العميل لما يسمع ان فى واحد اتثبت فى الميدان، بيرفض ييجى. حتى العميل القديم بيتصل ونبعت له التذاكر دليفرى، او نبعت موظف ياخده من عند اللجان الشعبية أوقات الاعتصامات». يرصد على منذ يناير 2011 انخفاض عمليات بيع التذاكر فى الشركة لأقل من من عشرة بالمئة. «حتى تذاكر الطيران بقى مستواها تعبان، الناس بتيجى عشان تعمل refund أو change مش أكتر من كدا، حجم بيع التذاكر اليومى بقى ضعيف، مافيش». ميدان التحرير سوق السياحة كما يقول على، «الزبون الكويس عايز ينزل الميدان يشوف المتحف ووسط البلد، بعد الثورة عايز يشوف الميدان الصغير اللى شال الثورة والملايين دى». الأمن هو الحضور الأقوى فى الميدان، فالوضع لا يحتمل عملية إرهابية تستهدف التحرير، الذى صار رمزا لكل المصريين، كما يقولها على. «يعنى لو انضرب ميدان التحرير للداخلية أو للبلد، ما ينفعش، فيها إهانة كبيرة. ممكن يضرب له أى حتة تانية، لكن يضرب له وسط البلد؟. صعب».