سلطت وكالة الأنباء الفرنسية الضوء على زيارة قائد الجيش المصري المشير عبد الفتاح السيسي هذا الأسبوع، قائلة، إنه «ظهر في ثوب رجل دولة، أثناء زيارته الرسمية إلى روسيا، حيث تعامل معه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كزعيم وطني رغم أنه لم يعلن بعد ترشحه المتوقع للرئاسة». وقالت الوكالة، إن « زيارة السيسي لموسكو، التي بدأت الأربعاء، الأولى له خارجيا منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي، وما أعقبها من شهور من الاضطراب السياسي». وأوضحت "الفرنسية"، أن هدف الزيارة هو تحسين العلاقات بين البلدين اللذين ربطتهما في الماضي علاقات وطيدة، وذلك بعد ظهور بعض التوتر في العلاقات بين القاهرةوواشنطن إثر الإطاحة بمرسي. وأشارت إلى أن «الزيارة نفسها كانت (حيلة دعائية)، خاصة مع إظهار السيسي كرجل دولة على المستوى الدولي، بجوار بوتين رجل روسيا القوي الذي استقبله في مقره خارج موسكو». وأوضحت أن زيارة المشير السيسي جاءت ردا على زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين للقاهرة في نوفمبر الماضى. وأضافت الوكالة، أنه «منذ اللحظة التي استقل فيها الطائرة لموسكو في زي مدني مرتديا سترة زرقاء، وضع الإعلام الرسمي السيسي في وضعية الرئيس المنتظر الذي يخرج مصر بجرأة من إطار التبعية والاعتماد على الولاياتالمتحدة». في موسكو، تعزز هذا الانطباع عن طريق بوتين نفسه، الذي دعم قرار السيسي غير المعلن بالترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة العام الجاري، بحسب الوكالة. وأوضحت "الفرنسية"، أن بوتين قال للسيسي، «أعرف إنكم اتخذتم قرار الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر، إنه قرار مسؤول جدا، تحمل المهمة من أجل الشعب المصري، أتمنى لكم باسمى واسم الشعب الروسي النجاح». وتابعت الوكالة، أن «وسائل الإعلام الروسية والمصرية، قد تناولت تقارير عن صفقات أسلحة بملايين الدولارات تمولها دول خليجية، لتحل محل المساعدات التي علقتها واشنطن إثر الإطاحة بمرسي والقمع الدامي لمؤيديه الإسلاميين». ومن جانبه، قال إسندر العمراني، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن «الزيارة ربما يكون لها هدف دعائي مقصود تماما كالهدف الجوهري الرئيسي منها». وأضاف العمراني، أن «الزيارة كانت جزئيا وسيلة معدة بعناية يعلن بها ترشحه»، قائلا «كانت هناك صور ظهر فيها السيسي لأول مرة في ملابس رسمية، واقفا جوار قائد دولي مثل بوتين». وفى سياق متصل، شددت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف، على «أن الولاياتالمتحدة لديها، قدرات فريدة لناحية الدعم العسكري والاقتصادي للقاهرة»، منتقدة في الوقت نفسه «دعم بوتين لترشح السيسي». وقالت هارف «بالتأكيد، نحن لا ندعم مرشحا وأعتقد بكل صراحة أنه ليس من شأن الولاياتالمتحدة أو بوتين أن يقررا بشأن من سيحكم مصر. القرار يعود للشعب المصري».