قالت وكالة أنباء "فرانس برس" الفرنسية، أمس، إن المشير عبدالفتاح السيسي ظهر هذا الأسبوع في ثوب رجل دولة أثناء زيارته الرسمية إلى روسيا، حيث تعامل معه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كزعيم وطني رغم أنه لم يعلن بعد ترشحه المتوقع للرئاسة. وأضافت: "كانت زيارة السيسي لموسكو التي بدأت الأربعاء الأولى له خارجيا منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو الفائت، وما أعقبها من شهور من الاضطراب السياسي". وأضافت: "هدف الزيارة هو تحسين العلاقات بين البلدين الذين ربطتهما في الماضي علاقات وطيدة وذلك بعدما ظهور بعض التوتر في العلاقات بين القاهرةوواشنطن إثر الإطاحة بمرسي. ويقول البعض إن الزيارة نفسها كانت حيلة دعائية خاصة مع إظهار السيسي كرجل دولة على المستوى الدولي بجوار بوتين رجل روسيا القوي الذي استقبله في مقره خارج موسكو". وتابعت: "منذ اللحظة التي استقل فيها الطائرة لموسكو في زي مدني مرتديا سترة زرقاء، وضع الإعلام الرسمي السيسي الذي يبلغ التاسعة والخميس من العمر في وضعية الرئيس المنتظر الذي يخرج مصر بجرأة من إطار التبعية والاعتماد على الولاياتالمتحدة. وفي موسكو، تعزز هذا الانطباع عن طريق بوتين نفسه، الذي دعم قرار السيسي غير المعلن بالترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة العام الجاري". وتناولت وسائل الإعلام الروسية والمصرية تقارير عن صفقات أسلحة بملايين الدولارات تمولها دول خليجية، لتحل محل المساعدات التي علقتها واشنطن إثر الإطاحة بمرسي. ويقول إسكندر العمراني، مدير مشروع شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن الزيارة ربما يكون لها هدف دعائي مقصود تماما كالهدف الجوهري الرئيسي منها. وأضاف: "الزيارة كانت جزئيا وسيلة معدة بعناية يعلن بها ترشحه"، قائلا: "كانت هناك صور ظهر فيها السيسي لأول مرة في ملابس رسمية، واقفا جوار قائد دولي مثل بوتين، فقد حرص الجيش على نشر صور الزيارة على صفحته على فيس بوك. كما بث التلفزيون الرسمي صورا ل(السيسي)، في الطائرة وقد ظهرت على وجهه ملامح الرضى والثقة في النفس". ويقول سامح الذي يعمل في مجال السياحة المتراجع بقوة: "بوتين قال إنه سوف يستثمر في مصر"، مضيفا: "السيسي وضع جدارا ضد الولاياتالمتحدة". في المقابل، تستعد الولاياتالمتحدة لاستئناف دورها كراعي رئيسي للجيش المصري بوقف تجميد مساعداتها لمصر، ما يبدد جزئيا الشكوك في احتمال استبدالها بروسيا. وشددت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف، على أن الولاياتالمتحدة لديها "قدرات فريدة لناحية الدعم العسكري والاقتصادي للقاهرة"، منتقدة في الوقت نفسه دعم بوتين لترشح السيسي.